للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه رسم ملك الأمراء بشنق شخص يقال له: الحاج ياقوت، وكان من جملة تجار الوراقين، وله شهرة، وهو في سعة من المال، فقتل من غير ذنب بوجب ذلك.

وفيه نزل ملك الأمراء من القلعة وتوجه إلى بولاق، وكشف على المراكب التي عمرها هناك، فأنزلوها إلى البحر قدامه، ثم رجع وشق من القاهرة وارتفعت له الأصوات بالدعاء، وكان يوما مشهودا.

وفيه خرج الأمير جان بك أخو الأمير قايتباي الدوادار، فتوجه من البحر وسافر نحو البلاد الشامية ليكشف أخبار نائب الشام جانبردي الغزالي، وغير ذلك من الأشغال السلطانية.

وفيه انقطعت الأخبار من البلاد الشامية، وامتنعت القوافل والمسافرون من الدرب السلطاني، وانكتمت الأخبار نائب الشام جان بردي الغزالي، واستمر على ذلك ثلاثة أشهر، وحصل للناس الضرر الشامل بسبب ذلك، ومنع القوافل وجلب البضائع من البلاد الشامية.

*****

واستهل شهر ربيع الأول يوم السبت فطلع القضاة الأربعة إلى القلعة، وهنأوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم.

وفي يوم الثلاثاء رابعه، نزل ملك الأمراء من القلعة وتوجه إلى بركة الحبش والبريم، فأقام هناك إلى ما بعد الظهر، فأرسل القاضي بركات بن موسى المحتسب خمسة جمال، ما بين خرفان شوي، وحلوى وفاكهة، وغير ذلك من مجامع، ضمنها مأمونية، وسنبوسك بسكر، وغير ذلك أشياء فاخرة.

ثم أن ملك الأمراء نزل من هناك في الحراقة، وتوجه إلى الروضة، وكشف على المراكب التي عمرها هناك، ثم شق من البحر وطلع من عند قصر ابن العيني، وتوجه من هناك إلى القلعة، فانطلقت له النساء بالزغاريت من الطيقان، وانشرح في ذلك اليوم إلى الغاية.

ومن الوقائع اللطيفة ما وقع في يوم الأحد تاسع الشهر، وذلك أنه وقع بين شخص من أرباب الفن يقال له: محمد الأوجاقي، ويعرف أيضا بالشرابي، وشخص يقال له: محمد بن سرية، فوقع بينهما رهان في فن المويسيقي، فقال محمد بن سرية: أنا أعرف قطعة من الفن ما سمعها أحد من أهل مصر قط. فقال محمد الأجاقي: إن كان حقا ما تدعيه، فنجمع مشايخ أرباب الفن، ونجمع مغاني البلد قاطبة، ويكون ذلك يوم الأحد في وسط بركة الرطلي، وكان ذلك في زمن الربيع فلما كان يوم الأحد يوم الميعاد، حضر جماعة من

<<  <  ج: ص:  >  >>