للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه صار ملك الأمراء يتصدق على الأظفال بالمكاتب قاطبة لكل طفل أربعة أنصاف، ففرق مالا له صورة وصارت الأطفال يقرأون له الفاتحة ويهدونها في صحيفة ملك الأمراء. وصار يتصدق على الزواية والمزارات التي بالقرافة، ويتصدق على المجاورين بالجامع الأزهر، فقيل: إنه صرف من ماله في هذه السنة نحو خمسمائة دينار.

وفيه عزل كاشف الشرقية إياس واستقر عوضه شخص من الأتراك يقال له: جاني بك، وقد تقدم أنه ولي كشف الشرقية قبل ذلك.

وفي يوم الخميس ثالث عشريه، طرق ملك الأمراء أخبار رديئة بأن العربان قد زحفوا على قطيا، وقد وصلوا إلى الصالحية، فتنكد ملك الأمراء لذلك، وعين لهم تجريدة، فخرج إليهم طائفة من الأصباهية وطائفة من الكملية، فتوجهوا إليهم على الفور من يومهم، وكثر القال والقيل بسبب العربان، وغيرهم.

وفي يوم الأحد سادس عشري المحرم، دخل الحجاج إلى القاهرة مع الأمن والسلامة صحبة الأمير جانم أمير ركب المحمل، ودخل قاضي المحمل الشيخ أبو الفتح فتح الدين الوفائي المالكي، ودخل صحبته الشيخ شرف الدين يحيى بن البرديني شيخ الحرم النبوي، وكان السلطان سليم شاه قرره في مشيخة الحرم النبوي، فسعوا عليه فعزل واستقر بها الأمير بكباي، كما تقدم ذكر ذلك. فلما عزل الشرفي يحيى بن البرديني عن مشيخة الحرم، حضر صحة الحاج.

وأشيع أن الحاج قاسى في الرجعة غاية المشقة من الغلاء وموت الجمال، وتعرضت لهم جماعة من العربان، فتقاتلوا مع الأمير جانم أمير الحاج، فانتصر عليهم وقتل منهم جماعة، فرجع الحجاج وهم راضون عن أمير الحاج جانم، وأثنوا عليه بكل جميل، وشالوا له الراية البيضاء في بركة الحاج.

*****

وفي شهر صفر، وكان مستهله يوم الجمعة، صعد القضاة الأربعة إلى القلعة وهنأوا ملك الأمراء بالشهر، ثم عادوا إلى دورهم … وفيه جاءت الأخبار بأن الأصباهية والكملية الذين توجهوا إلى الصالحية بسبب محاربة العربان، ظهر منهم غاية الفساد، وصاروا ينهبون الضياع التي حول بلبيس والصالحية، ويأخذون ما فيها من الدجاج والأوز والشعير والتبن، فضح أهل الضياع من ذلك، فأتى الفلاحون وشكوا إلى ملك الأمراء، أن التركمان نهبوا مغلهم، وفسقوا بنسائهم وبناتهم، فلما بلغ ملك الأمراء ذلك أرسل خلف الأصباهية والكملية فحضروا إلى القاهرة ولم يحصل بهم نفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>