للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسطنبول على لسان الخواجا يونس العادلي، وأرسل لهما مبلغاف له صورة بسبب كلفة السفر، وعمل الزوادة.

ويقال: إن جماعة من المباشرين الذين توجهوا إلى إسطنبول سألوا ملك الأمراء بأن يعطوه مالا له صورة ويعفيهم من السفر إلى إسطنبول، فما قدر على ذلك.

وفي يوم السبت ثامن عشر شوال خرج المحمل الشريف من القاهرة في تجمل عظيم، وكان أمير الركب الزيني بركات بن موسى المحتسب، فخرج بطلب حافل، فكان ما اشتمل عليه الطلب خمس عشرة نوبة من الهجن، عليها أكوار، ما بين مخمل ملون وجوخ أصفر، وبعض جنائب ببركستوانات فولاذ، وطبول ومحفتين جوخ لنسائه، وثلاث خزائن على العادة، وكاسات على العادة وطبلين وزمرين، وعلى رأسه صنجق عثماني حرير أحمر. وركب صحبته جماعة من المباشرين الذين تأخروا بمصر، وهم: الشهابي أحمد بن الجيعان، والقاضي شرف الدين الصغير كاتب المماليك، والقاضي تقي الدين أبو بكر بن الملكي، والقاضي عبد العظيم الصيرفي، وآخرون من المباشرين. وكان قدامه انكشارية ورماة وقواسة نحو مائتي إنسان … فلما شق من القاهرة دعا له العوام، وانطلقت له النساء بالزغاريت من الطيقان، وكان ذلك اليوم مشهودا، فلهج الناس بأن ذلك سيكون آخر سعده.

وخرج في هذه السنة حجاج كثيرة وغالبهم فلاحون وريافة.

وأشيع أن العربان وقفت لهم في الطريق، وأن الغلاء موجود معهم من حين خرجوا من مصر، وكذلك العليق كان مشحونا. فلما خرج الحجاج وقف جماعة من أولاد الناس، والمماليك الذين عينوا إلى العقبة إلى ملك الأمراء، وشكوا له من عدم الجمال وأنها لم توجد. فرسم بإبطال جماعة منهم نحو ثلاثين إنسانا. وكان الذين تعينوا في الأول نحو ستين إنسانا أو فوق ذلك.

وأشيع أن أرباب الأدارك من العربان وقفوا إلى القاضي بركات بن موسى بسبب عاداتهم من الصرر، فنفر فيهم ونهرهم وسبهم، فخرجوا من عنده على غير رضا، وقيل:

إن ناظر الخاص لما حج في السنة الخالية أنعم على العربان وأرباب الأدراك بألف جوخة حتى رجع بالحاج وهو سالم وبيض وجهه عند الناس.

*****

وفي شهر ذي القعدة وكان مستهله يوم الجمعة، طلع القضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فلما تكامل المجلس وقع تشاجر بين قاضي القضاة المالكي محيي الدين يحيى الدميري، وبين قاضي القضاة نور الدين على الطرابلسي الحنفي، فتفاوضا الكلام في ذلك حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>