للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طبقة بعد طبقة، فأنفقوا عليهم يوم الاثنين ويوم الثلاثاء رابع عشرية، وأنفقوا يوم الأربعاء ويوم الخميس أيضا، وقد ظهر من المماليك الجراكسة الجم الكثير فوق الخمسة آلاف مملوك، وقد كانوا موزعين في البلاد عند الفلاحين، وآخرون قد اختفوا في البيوت والحارات، حتى خمدت الفتنة ثم ظهروا بعد ذلك.

وفي يوم الخميس سادس عشرية، أشيع أن الأمير قايتباي الدوادار، لما توجه إلى بر الجيزة بسبب فساد العربان، وأقام هناك أياما حتى يتكامل خروج العسكر، وردت الأخبار بأن العسكر العثماني لما توجهوا إلى هناك، وقع بينهم خلف في بعضهم، فوثبوا على باشهم، وهو شخص من أمراء ابن عثمان، وراموا قتله فهرب واستجار بالأمير قايتباي، فلما جرى ذلك أرسل الأمير قايتباي كاتب ملك الأمراء بما جرى من العثمانية في حق باشهم.

ثم أشيع واستفاض بين الناس، أن حمادا شيخ عربان عزالة قد حضر عند ملك الأمراء خاير بك، وأخبره أن العربان الذي أتوا إلى بر الجيزة، عدة قبائل لا تحصى، وأن العسكر الذي أرسله لا يقاوم هذه العربان الكثيرة، فإنهم فوق العشرين ألف إنسان، ونشأ هذا كله من حسن بن مرعي لما هرب من الحبس، فإنه طاف بالعربان وأنشأ هذا الفساد. ثم قال له: "إن لم تخرج أنت بنفسك، وتعدي بر الجيزة، وإلا فما يقع للعسكر اتفاق بينهم"، فصلى ملك الأمراء خاير بك صلاة الفجر، ثم نزل من القلعة وقدامه جماعة كثيرة من الرماة بالنفوط، والجم الكثير من العثمانية، ومعهم صناجق حرير أحمر .. فشق من الصليبة وتوجه إلى بولاق ليعدي إلى الجيزة.

وفي يوم الجمعة سابع عشرية، حضر الأمير قايتباي الدوادار، وكان قد خرج باش التجريدة التي توجهت إلى العرب، وأخبر أنه لم يظفر بحسن بن مرعي، وترافع هو والعربان إلى الأودية والجبال. وأشيع أن باش عسكر العثمانية هو الذي أهمل في أمر حسن بن مرعي حتى أخلى من وجه العسكر، ومضى بنجعه، ودخل إلى الأودية والجبال.

وفي آخر هذا الشهر وقع بين القاضي فخر الدين بن عوض، وبين خشقدم الأشرقي مملوك السلطان الغوري - الذي كان شاد الشون وهرب وتوجه إلى بلاد ابن عثمان، وكان سببا لإنشاء هذه الفتنة بين سليم شاه بن عثمان وبين السلطان الغوري - وقد تقدم القول على ذلك - فلما دخل ابن عثمان إلى مصر وملكها قرر خشقدم هذا كاشف أسيوط مع منفلوط. فلما رحل ابن عثمان عن مصر، وقرر ملك الأمراء خاير بك نائب السلطنة بمصر، عزل خشقدم من التحدث على أسيوط، فلما حضر خشقدم من أسيوط وقعت بينه وبين فخر الدين بن عوض فتنة بسبب الرزق التي هناك، فحصل بينهما تشاجر عظيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>