للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتى من التكدير ما لا مخبر … سمعت به أذن ولا عين ترى

وتوقف النيل السعيد عن الوفا … في هذه الأيام آخر ما جرى

وتزايد الكرب العظيم وجله … حتى وفي وبه المنادي بشرا

قد كان هذا الانتقام بمصرنا … سبقت به الأقدار كان مقدرا

يا ليت شعري بعد هذا كله … تنفي الهموم ونرتجي فرجا نرى

يا رب أنا بالنبي المصطفى … والأنبياء الكل سادات الورى

نسألك كشفا للأمور بسرعة … واعف عن الأجرام عفوا واغفرا

قد جاد لابن إياس شعر قاله … لكن منه النظم يحكى جوهرا

ثم الصلاة على النبي محمد … والآل والأصحاب ممن بشرا

ما ماس غصن في الرياض وغردت … أطياره عند النسيم إذا سرى

*****

وفي أول شعبان المكرم وكان مستهله يوم الأربعاء، أشيع أن شيخ العرب أحمد بن بقر لما رأى أن السلطان سليم شاه قبض على حسن بن مرعي شيخ عربان البحيرة، وسجنه بالبرج، خاف على نفسه، وخرج من القاهرة على حين غفلة، وتوجه إلى جهات الشرقية، ولاقته العربان. ولو تكاسل يوما واحدا لقبض عليه ابن عثمان وسجنه، كما قد فعل بحسن بن مرعى.

وفيه أشيع أن جماعة من العثمانية قتلوا أميرا من أمراء ابن عثمان وهو نائم على فراشه، وكان صاحب صنجق، ولم يعلم ما سبب ذلك وقيل قبضوا على من فعل ذلك من العثمانية وشنق منهم جماعة من أجل ذلك.

وفيه أشيع أن السلطان سليم شاه بدا له أن يعزل يونس باشا من نيابة السلطنة بمصر، ويولى مالك الأمراء خاير بك عوضا عنه لأمر قد عن له.

ومن الحوادث، أن ابن عثمان لما سكن في بيت الأشرف قايتباي المطل على بركة الفيل، وجرى الماء في الخليج الحاكمي، أمر بسد الخليج من عند قنطرة عمر شاه حتى تملأ بركة الفيل بسرعة.

وفي يوم الجمعة ثالث شعبان، أشيع أن ابن عثمان قوى عزمه على العود إلى بلاده، وخروجه من مصر، فعين شخصا من أمرائه يقال له على بك في ذلك اليوم، وصحبته جماعة من العثمانية، بسبب إصلاح الآبار في طريق غزة. وتنظيف الطرقات من الوعر

<<  <  ج: ص:  >  >>