وفيه أشيع أن السلطان سليم شاه نزل في مركب وتوجه نحو الآثار الشريف، فقام عليه ريح عاصف فانقلبت به المركب في البر، فكاد أن يغرق، وأغمى عليه وما بقي من موته شيء، وقيل: إنه كان سكران لا يعي، فكان في أجله فسحة حتى عاش إلى اليوم.
ومن الحوادث في هذا الشهر أن الخليفة لما سافر إلى إسطنبول أخرجوا عنه نظر مشهد السيدة نفيسة ﵂، وكان ذلك بيد الخلفاء من قديم الزمان، وكان من جملة تعظيمهم. ومكان يحصل لهم من هذه الجهة غاية الخير من الشموع والزيت، وكان يحصل لهم في كل يوم من الصندوق الذي تحت رأس السيدة نفيسة مبلغ له صورة من النذور التي كانت تدخل عليهم، فخرج ذلك كله عنه، وحصل للخليفة يعقوب والد المتوكل على الله غاية الضرر بسبب ذلك، وشق عليه ذلك، ولم يفده من ذلك شيء.
وفي أثناء هذا الشهر، خرج الشرفي يحيى بن البرديني الذي كان ولي قضاء القضاة في دولة الأشرف طومان باي، ولما رأى الأحوال مضطربة وبعثوا أعيان الناس إلى إسطنبول، سعى بمال له صورة حتى قرر في مشيخة الحرم الشريف النبوي، كما كان جاهين الجمالي. فخرج من هذا الشهر وسافر من البحر المالح وتوجه إلى المدينة الشريفة من الينبع، وكان من قديم الزمان لا يلي مشيخة الحرم إلا الطواشية.
وفيه أشيع أن السلطان سليم شاه لما كان بالمقياس، أحضر في بعض الليالي خيال الظل، فلما جلس للفرجة قيل: إن المخايل صنع صفة باب زويلة وصفة السلطان طومان باي لما شنق عليها، وقطع به الحبل مرتين، فانشرح ابن عثمان لذلك، وأنعم على المخايل في تلك الليلة بثمانين دينارا، وخلع عليه قفطانا مخملا مذهبا، وقال له: إذا سافرنا إلى إسطنبول فامض معنا حتى يتفرج ابني على ذلك.
وفيه أشيع أن السلطان سليم شاه أنشأ له قصرا من خشب بالمقياس فوق القصر الذي أنشأه السلطان الغوري فوق بسطة المقياس، وصار يجلس به في اليوم الحر، وأحضر جماعة من النجارين والبنائين وشرع في بنائه حتى فرغ أيسر مدة. وقد قلت في ذلك: