للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكثير من الزعر وعياق بولاق من النواتيه وغيرهم. وصاروا يرجمون في الوطاق بالمقاليع وفيها الحجارة. واستمروا على ذلك إلى أن طلع النهار، فلاقاهم الأمير علان الدوادار الكبير من الناصرية عند الميدان الكبير، فأسعفهم.

وكان بين عسكر ابن عثمان وبين عسكر مصر، هناك واقعة تشيب منها النواصي، فملكوا منهم من رأس الجزيرة الوسطى إلى قنطرة باب البحر، وإلى قنطرة قديدار، واستمر الحرب ثائرا بين الفريقين من طلوع الفجر إلى ما بعد المغرب.

ثم أشيع أن العربان لما وقعت هذه الحركة نهبوا وطاق العثمانية الذي كان بالريدانية.

ثم إن المماليك الجركسة صاروا يكبسون البيوت والحارات على العثمانية، كما كانت العثمانية تكبس البيوت على الجراكسة، ومثل ما تعمل شاة الحمى في القرظ، يعمل القرظ في جلدها، فصاروا يدورون في الحارات، وكل من يظفرون به من العثمانية يقطعون رأسه، ويحضرونها بين يدي السلطان طومان باي، وصار الطالب مطلوبا، ولكن لم يتم لهم ذلك.

فلما كان يوم الخميس سادس المحرم، اشتد القتال بين الفريقين، ونادى السلطان طومان باي في الناصرية وقناطر السباع للزعر والعياق بأن "كل من قبض على عثماني يأخذ عرية، ويقطع رأسه، ويحضرها بين يدي السلطان".

ثم أن العثمانية طردوا الأتراك من بولاق وجزيرة الفيل. وملكوها منهم، ثم إن الأتراك خرقوا عقد قنطرة قد يدار خوفا من العثمانية أن يهجموا عليهم، ثم أن العثمانية هجموا على زواية الشيخ عماد الدين التي بالناصرية، وقتضوا على من بها من المماليك الجراكسة، وأحرقوا البيوت التي حول الزاوية، ونهبوا القناديل والحصر التي في الزاوية، وقتلوا جماعة كثيرة من العوام، وفيهم صغار وشيوخ لا ذنب لهم.

ثم إن العثمانية طردوا الأتراك من الناصرية إلى قناطر السباع، ثم أن السلطان طومان باي نزل في جامع شيخو بالعمري الذي بالصليبة وصار يركب بنفسه ويكر من الصليبة إلى قناطر السباع في نفر قليل من العسكر. ثم رسم بحفر خندق في رأس الصليبة، وآخر عند قناطر السباع، وآخر عند رأس الرميلة، ورخر عند جامع ابن طولون، وآخر عند حدرة البقر.

ثم أن السلطان طومان باي رسم بحرق خان الخليلي، فمنعه بعض الأمراء من ذلك، وأشيع أنه قسم العسكر إلى أربع فرق: فرقة إلى جهة قناطر السباع، وفرقة إلى جهة الرميلة، وفرقة إلى جهة جامع ابن طولون، وفرقة إلى جهة باب زويلة. فلم يقاتل من

<<  <  ج: ص:  >  >>