للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذلك اليوم خلع السلطان علي قانصوه رجلة، أحد الأمراء المقدمين الذي كان نائب قطيا، وقرره كاشف الشرقية عوضا عن قجماس الذي كان بها، فإنه كان عاجزا عن إصلاح أحوال الشرقية وخلع على ألماس كاشف الغربية بأن يستمر على عادته في كشف العربية. وخلع على الأمير أبرك الوزير والأستادار باستمراره على عادته، وكان أشيع عز - له. وقد صارت أحوال الديار المصرية في هذه الأيام في غاية الاضطراب من وجوه شتى.

وفي يوم الجمعة صلى السلطان صلاة الجمعة، ثم خلع على الأتابكي سودون الدواداري، وقرره باش العسكر على التجريدة.

وفيه حضر الأمير طقطباي حاجب الحجاب وكان قد توجه صحبة التجريدة المعينة إلى غزة، فأظهر أنه مريض، وأقام بالصالحية فلما انكسر جان بردي الغزالي ورجع إلى مصر، أقام بقية الأمراء في الصالحية إلى أن تخرج التجريدة التي تعينت ثانيا، فلما حضر الأمير طقطباي دون الأمراء الذين هناك عن ذلك على الأمراء والعسكر، ونسبوه إلى العجز، وصار ممقوتا عند العسكر قاطبة.

وفيه أشيع أن السلطان رسم لطوائف العربان الذين حضروا بأن يرجعوا إلى بلادهم.

وقد أشار بعض الأمراء على السلطان أن العربان ليس لهم فائدة في خروجهم مع التجريدة، فرسم لهم بالعود إلى بلادهم.

وفي يوم الأحد ثامن عشرة ورد على السلطان أخبار ردية بأن ابن عثمان خرج من الشام بنفسه هو وعساكره، وهو قاصد مصر، وقد أشيع أنه قسم عسكره فرقتين، فرقة تجيء من الدرب السلطاني، وفرقة تجيء من التيه.

وفي أثناء هذا الشهر خلع السلطان على الأمير اينال خازندار الأمير طراباي، أحد الأمراء العشراوات، وقرره في نيابة دمياط عوضا عمن كان بها، فلما بلغ السلطان هذا الخبر المتقدم أرسل أحضر الأمراء وضربوا مشورة في ذلك. وأشيع أن السلطان يخرج إلى الريدانية ويقيم بها، ويقسم العسكر فرقتين فرقة تتوجه إلى ناحية عجرود، والفرقة الثانية تتوجه إلى المكان الذي جاء منه القاصد الذي تقدم ذكره. وكان الأمراء عولوا على خروج التجريدة من أول السنة الجديدة، فلما وردت عليهم هذه الأخبار اضطربت أحوالهم، ورسم لهم السلطان أن يبرزوا خيامهم في الريدانية بسرعة، ويكونوا على يقظة، فإن ابن عثمان قد وصل إلى غزة … وقيل إنه توجه يزور بيت المقدس، ثم يمشي بعساكره إلى مصر، وقد كثر القال والقيل في ذلك، واضطربت أحوال الناس قاطبة، إلى أين يذهبون حتى تنقضي هذه الفتنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>