للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسرعين، وأشيع سفر السلطان بنفسه وصحبته الأمراء قاطبة، وأنه هو الذي يلاقي ابن عثمان بنفسه وصحبته نائب حلي أمير كبير، وهو في الحديد، وجماعة من أجناد الحلقة بغزة، وهم في الحديد، وأرسل نائب غزة يرافع فيهم بأنهم كاتبوا ابن عثمان بأن يحضر إلى غزة ويملكها من غير مانع.

فلما حضروا بين يدي السلطان حلفوا له أن هذا الأمر ما وقع منهم ولا كاتبوا ابن عثمان، وإنما دولات باي نائب غزة بينه وبين أجماد غزة حظ نفس، فكذب عليهم بهذه التهمة الباطلة، فصدقهم السلطان على ذلك. وأرسل جان بردي الغزالي نائب الشام يشفع فيهم ويبرئهم مما قالوه في حقهم بالباطل، ففكهم السلطان من الحديد، وأرسلهم إلى نقيب الجيش حتى يتبصر في أمرهم.

وفي يوم الخميس خلع السلطان على الأمير يوسف البدري الذي كان وزير وقرره ناظر الذخيرة الشريفة، ووكيل بيت المال عوضا عن الزيني بركات بن موسى.

وفي يوم الجمعة حادي عشرة تزايد أمر الإشاعات بأن ابن عثمان أرسل إلى غزة عسكرا صحبه جماعة من أمرائه، منهم شخص يسمى اسكندر باشا، والآخر يسمى داود باشا، وآخرون من أمرائه. وأشيع أنهم قد ملكوا مدينة غزة، وأحرقوا منها بعض بيوت، وأن نائب غزة هرب وعسكر ابن عثمان زاحف على مصر، وأن الأحوال غير صالحة.

فلما تحقق السلطان هذه الأخبار، أشيع أنه يخرج إلى لقاء ابن عثمان بنفسه، ونادى في ذلك اليوم بأن الزعر والصبيان الشطار والمعاربة وكل من كان محتفيا على قتل قتيل أبو عليه دم يظهر وعليه أمان الله، والغرض لهم في الميدان، وأن السلطان يصرف لهم الجوامك والمركوب ويكونون صحبة الزردخانات إذا سافر السلطان، فلم تعجب الناس هذه المناداة لقوله: ولو كانوا قتلوا القتلى يظهرون وعليهم أمان الله - وكان السكوت عن هذا أجمل - فاضطربت الأحوال في ذلك اليوم، وارتجت القاهرة، وخرج العسكر المعين للسفر على وجوههم مسرعين.

وفي ذلك اليوم خرج الأمير خدابردي الأشرفي أحد المقدمين الذي كان نائب الإسكندرية، فخرج في موكب حفل بغير طلب، وقدامه الجنائب الحربية، وصحبته الجم الكثير من العسكر من مماليكه. وقيل كان عنده ثلثمائة مملوك … فارتفعت له الأصوات بالدعاء من الناس قاطبة، والنصرة للعسكر على ابن عثمان. وقد صارت الناس في وجل بسبب ابن عثمان.

وفي يوم السبت ثاني عشرة جلس السلطان على الدكة بالحوش، وحضر الأمراء فاستحثهم السلطان على أن يخرجوا كلهم في ذلك اليوم فقال الأمير طقطباي حاجب

<<  <  ج: ص:  >  >>