المصادرات يوما واحدا. وكان من حين توفي الأمير خاير بك الخازندار يباشر ضبط أمر الخزانة بنفسه، ما يدخل إليها وما يخرج منها وما يعرضون عليه من الأمور في ذلك جميعه من الوصولات، وما يصرف من الخزائن في كل يوم. وكانت هذه الأموال العظيمة التي تدخل له يصرفها في عمائر ليس بها نفع للمسلمين، ويزخرف الحيطان والسقوف بالذهب، وهذا عين الإسراف لبيت مال المسلمين … وكان يهرب من المحاكمات كما يهرب الصغير من المكتب، وما كانت له محاكمة تخرج على وجه مرضي، بل على أمور مستقبحة. وكان يتغافل عن أمر القتلى ويدفعهم إلى الشرع، ويضيع حقوق الناس عليها.
وكان يكسل عن علامة المراسيم، فلا يعلم على المراسيم إلا قليلا، فتتعطل أشغال الناس بسبب ذلك، حتى كانت تشتري العلامة العتيقة بأشرفي حتى تلصق على المرسوم لأجل قضاء الحوائج. ولو شرحنا مساويه كلها لطال الشرح في ذلك.
وأما من تولى الخلافة في أيامه فأمير المؤمنين محمد المتوكل على الله، نجل أمين المؤمنين المستمسك بالله يعقوب.
وأما قضاة الشافعية فأولهم شيخ الإسلام قاضي القضاة زكريا، وقاضي القضاة محيي الدين عبد القادر النقيب، تولى وظيفة القضاء في أيامه خمس مرات، وقاضي القضاة برهان الدين بن أبي شريف المقدسي، وقاضي القضاة ابن فرفور المقدسي، وقاضي القضاة جمال الدين القلقشندي، تولى القضاء في أيامه مرتين، وقاضي القضاة كمال الدين بن محمد بن علي الشهير بالطويل القادري، وقاضي القضاة بدر الدين المكيني، وقاضي القضاة علاء الدين بن النقيب، ثم أعيد قاضي القضاة كمال الدين الطويل، وقد ولي القضاء في دولته أربع مرات.
وأما قضاة الحنفية فالقاضي سري الدين عبد البر ابن الشحنة، ثم القاضي برهان الدين بن الكركي، ثم القاضي شمس الدين محمد السمديسي، ثم القاضي حسام الدين محمود بن الشحنة.
وأما قضاة المالكية فالقاضي عبد الغني بن تقي الدين، ثم القاضي برهان الدين الدميري، ثم ولده محيي الدين يحيى، ثم جلال الدين بن قاسم، ثم أعيد محيي الدين بن الدميري ثانيا.
وأما قضاة الحنابلة فالقاضي شهاب الدين أحمد الششيني، ثم ولده عز الدين محمد، ثم شهاب الدين الفتوحي.
وأما كتاب سره فالقاضي محب الدين الحلبي. وأما نظار جيشه فالقاضي شهاب الدين أحمد بن الجمالي يوسف ناظر الخاص، والقاضي عبد القادر القصروي. وأما نظار