للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الاثنين ثالث عشره خرج عبد الرزاق أخو دولات وأولاد علي دولات الذين كانوا حضروا إلى مصر فلما حضروا أرسل إليهم السلطان ثمانية آلاف دينار ليعملوا بها برقهم، فتأهبوا وخرجوا وسافروا في ذلك اليوم وقصدوا التوجه إلى حلب.

وفي يوم الخميس سادس عشره جلس نائب القلعة ومقدم المماليك عند باب القلعة، وصرفا الجامكية على المماليك والعسكر في غيبة السلطان على جاري العادة.

وفي يوم الأحد تاسع عشره حضر السلطان من الفيوم وعدى من الجيزة فلاقاه الخليفة والقضاة الأربعة فشق من الصليبة وقدامه القضاة الأربعة والأتابكي سودون العجمي وسائر الأمراء المقدمين وأعيان المباشرين وانسحبت الجنائب قدامه وطلع إلى القلعة في موكب حافل، وكانت مدة غيبته في الفيوم تسعة أيام، فكشف على الجسر الذي هناك وعاد فدخل عليه تقادم كثيرة من الكشاف ومن المدركين ما بين خيول وأغنام وأبقار وجمال وغير ذلك من التقادم الفاخرة. قيل: لما توجه الخليفة ليسلم على السلطان لم يجتمع به هناك فطلع بعد العصر إلى القلعة، وسلم على السلطان وهنأه بالسلامة.

ومن الحوادث في ذلك اليوم أن السلطان لما عدى من الجيزة كان في ذلك اليوم رياح عاصفة فغرقت مركب قدام المقياس، وقد ازدحمت فيها الخيول وشبت على بعضها، فأشيع أن المركب قد انقلبت بمن فيها ثم خمدت تلك الإشاعة عن ذلك الخبر.

وفي يوم الاثنين عشريه كان عيد النصارى وهو أول يوم من الخماسين، وكانت خماسين مباركة لم يظهر فيها علة بمصر ولا بأعمالها قاطبة.

وفي يوم الخميس ثالث عشريه أشيع بين الناس أن النيل قد زاد ذراعين فطلع ابن أبي الرداد وأخبر السلطان أن النيل قد زاد نصف ذراع وكان النيل يومئذ في اثني عشر ذراعا وثلاث أصابع فزاد على ذلك نصف ذراع وكان ذلك في شهر برمهات. وسبب هذا الزيادة أن الأمطار كانت بأعلى بلاد الصعيد فانحدرت منها السيول إلى النيل فزاد هذه الزيادة في غير أوانها، وقد وقع مثل ذلك في بعض السنين الماضية وزاد في غير أوانه بسبب السيول نحو ذراعين.

وفي يوم السبت خامس عشريه جلس السلطان في الميدان وعرض الأمراء الطبلخانات والعشراوات ورؤوس النوب، فلما عرضهم قال لهم: "اعملوا برقكم وكونوا على يقظة من السفر فإني أنفق وأخرج في جمعتي هذه". .. فنزلوا على ذلك.

وفي يوم الخميس سلخ هذا الشهر حضر ساع وقيل: اثنان من عند نائب حلب وأخبرا بأن نائب حلب أرسل مطالعة على يديهما فلما قرئت على السلطان فإذا فيها أن شاه إسماعيل الصفوي ملك العراقين جمع من العسكر ما لا يحصى وهم زاحفون على بلاد ابن عثمان،

<<  <  ج: ص:  >  >>