اليوم ورد عبد العظيم الصيرفي مما قرر عليه بسبب الشعير المنكسر ألفي دينار، واستمر في الترسيم حتى يغلق ما بقي عليه وهو في الحديد.
وفي يوم السبت المذكور توفي الأمير نوروز أخو الأمير يشبك الدوادار أحد الأمراء المقدمين الألوف وكان له مدة وهو منقطع في بيته عليل حتى مات في ذلك اليوم.
وفي يوم الخميس سادس عشره أنفق السلطان الجامكية على العسكر، ووقع في ذلك اليوم بعض اضطراب. وسبب ذلك أن السلطان كان عين من المماليك القرانصة خمسين مملوكا يتوجهون إلى مكة صحبة باش المجاورين على جاري العادة، وكان قد عينهم في ربيع الأول وأخذوا في أسباب عمل يرقهم، فلما كان يوم الخميس المقدم ذكره بدا للسلطان في ذلك اليوم بأن يبطل هؤلاء الخمسين مملوكا الذين كان عينهم صحبة باش لمجاورين وعين غيرهم من ذلك اليوم وأبطل الذين كان عينهم قبل ذلك، وكان قد بقي لخروج المحمل يومان، فحصل الضرر الشامل للمماليك الذين بطلوا بعد أن باعوا خيولهم وقماشهم، وأكروا لنسائهم على أنهم يقيمون في مكة سنة، فتنكدوا إلى الغاية بسبب ذلك، وحصل غاية الضرر للماليك الذين تعينوا إلى مكة في ذلك اليوم، وقد بقي لخروج الحجاج يومان فخرجوا على وجوههم، وفيهم من سافر في شقدف، وما حصل عليهم حير، فما شكر السلطان أحد على ذلك وعابوا عليه هذه الفعلة، فعد ذلك من النوادر الغريبة.
وفي ذلك اليوم عرض السلطان كسوة الكعبة الشريفة ومقام إبراهيم ﵇، وعرض المحمل الشريف، وكان السلطان في الحوش جالسا به، وكان ذلك اليوم مشهودا.
وفي يوم السبت ثامن عشره خرج المحمل الشريف من القاهرة في تجمل زائد، وكان له يوم مشهود، وكان أمير ركب المحمل الأمير علان الدوادار الثاني أحد الأمراء المقدمين، وأمير الركب الأول المقر علاء على ابن الملك المؤيد أحمد ابن الملك الأشرف أينال، وكان باش المجاورين في تلك السنة الأمير بيبردي بن كسباي أحد الأمراء العشراوات، ومحتسب مكة الأمير قراكز الجكمي رأس نوبة عصاة، فارتجت لهم القاهرة في ذلك اليوم.
وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرة وقعت فيه نادرة غريبة، وهي أن السلطان نزل إلى الميدان وجلس به وأحضر بين يديه شخصا يهوديا يقال له يوسف شنشوا، وكان أصله تاجرا من تجار الفرنج، وكان يعرف باللغة التركية، ثم بقي معلما في دار الضرب فقيل إنه تأخر عليه مال من بقايا المصادرات وحساب قديم، وهو مبلغ اثني عشر ألف دينار، فتكاسل عن وزن ذلك، فأرسله السلطان إلى المقشرة فأقام بها أياما لم يرد شيئا مما عليه من المال، فأحضره السلطان بين يديه وأحضر له المعاصير وعصره في أكعابه في وسط