للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زعموا أنها نمجاه بعض الصحابة، فكتب السلطان اسم الشريف بركات عليها وسقطها بالذهب، وأرسل إليه أربعة أسياف خاص وهي مسقطة بالذهب، وأرسل إليه أربع زرديات وهي مسقطة بالذهب، وأرسل إليه صنجقين سلطاني بطلعتين فولاذ، أحدهما حرير أصفر مرقوم بالذهب وآخر حرير أصفر برسم الأسفار، وأرسل إليه محفة بغشي جوخ أصفر، وكان قبل ذلك أرسل إليه عدة خيول وهجن وجمال بخاتي وبغال وسلاح برسم المماليك الذين معه، وقد أغدق عليه بكثرة الأنعام له حتى أدهشه بالعطايا فوق ما أهدى إليه السيد الشريف بركات بأضعاف، فلما وصلت هذه التقدمة إلى الشريف بركات خلع على غلمان السلطان والمهتار محمد مهتار الطشتخاناه الخلع السنية وفرق عليهم الدنانير والدراهم، ولم يقع لأحد من أجداده ولا أقاربه ما وقع له من الملك الأشرف قانصوه الغوري، وقد بالغ في إكرامه وتعظيمه جدا.

وفي يوم الأربعاء سابع هذا الشهر طلع ابن أبي الرداد ببشارة النيل المبارك، وأخذ قاع النيل فجاءت القاعدة سبع أذرع وأربع أصابع، أرجح من نيل السنة الخالية بعشرين أصبعا كما قيل.

وفي يوم الأربعاء المذكور توجه القاضي كاتب السر محمود بن أجا ونائبه الشهابي أحمد بن الجيعان، فتوجها إلى السيد الشريف بركات أمير مكة وعلى أيديهما تقيد بولاية أمرة مكة، وقد بالغوا في نعته وترجمته إلى الغاية، ثم أحضروا له مصحفا شريفا وسيفا وحلفه عليهما أنه لا يخون السلطان ولا يعطي عليه ولا يخرج عن طاعته على ممر الليالي والأيام ولا ولا … فلما حلف كتبوا صورة هذا الحلف في ورقة وأشهدوا عليه وكتب خط يده على تلك الورقة، ثم عادوا إلى القلعة وعرضوا ذلك الحلف على السلطان، وكل ذلك وقع والشريف بركات في تربة الظاهر برقوق، فألبس الشريف بركات القاضي كاتب السر كاملية مخمل بسمور وكذكل الشهابي أحمد بن الجيعان.

وفي يوم الجمعة تاسعة نزل الأمير طومان باي الدوادار من عند السلطان إلى المقر الناصري محمد بن السلطان وعلى يده منشور بإقطاع الأمرية بالتقدمة، فلما نزل الأمير طومان باي إلى عند ابن السلطان بالمنشور ألبسه أطلسين وفوقاني حرير أخضر بطرز يلبغاوي عريض وأركبوه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، فلما وصل الأمير الدوادار إلى بيته أرسل إليه ابن السلطان على يدلالاته سنبل الطواشي خمسمائة دينار وقيل ألف دينار، فألبسه الأمير الدوادار كاملية مخمل أحمر بسمور ودفع إليه خمسين دينارا، وقد تعاظم أمر ابن السلطان في أمرية آخورية الكبرى وصار في كل ليلة يوقد على باب السلسلة

<<  <  ج: ص:  >  >>