وفي يوم الأحد رابعة نزل السلطان إلى الميدان وعرض عسكر الطبقة الخامسة وقال لهم: اعملوا يرقكم إلى السفر في أول ربيع الأول، وسافروا إلى الهند بسبب تعبث الفرنج في بحر الهند.
وقيل: إنه وعد الذي له جامكية ألف وخمسمائة درهم بأن يكملها له ألفي درهم إذا بيضوا وجوههم في هذه السفرة وتصير جامكية الكل ألفي درهم، فارتفعت الأصوات له بالدعاء في ذلك اليوم، وقيل: إنه كتب عسكر الطبقة الخامسة جميعها وهم ما بين أولاد ناس ومماليك وتراكمة وغير ذلك.
وفي ذلك اليوم خرج القاضي شهاب الدين بن الجيعان وتوجه إلى العقبة لأجل ملاقاة ابن السلطان وخوند والقاضي كاتب السر، فخرج وصحبته جماعة من المماليك السلطانية وغير ذلك من الأعيان، وكان صحبته أشياء حافلة من مأكل ومشرب برسم المدات التي تعمل هناك، وحلوى وفاكهة وبطيخ صيفي وغير ذلك من الأشياء الملوكية.
وفي يوم الاثنين خامسة جلس السلطان بالميدان ونادى للعسكر الذي جاء من حلب بأن يطلع إلى القلعة ويقابل السلطان وعليه أمان الله تعالى، وكان العسكر من حين حضر من حلب وهو مختف في البيوت لم يظهر منهم أحد.
وفيه حضر للسلطان شخص من بلاد جركس زعموا أنه ابن أخيه، فطلع في ذلك اليوم وقابل السلطان وكان رجلا كاملا شابا مستدير اللحية، وكان يقرب للأمير الدوادار أيضا.
وفي يوم الخميس ثامنة حضر إلى الأبواب الشريفة طراباي نائب صفد بطلب من السلطان، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي، وقيل كان أصله من مماليك يشبك بن حيدر.
وحضر عقيب ذلك قاصد من عند على دولات وعلى يده مكاتبة للسلطان يذكر فيها ما وقع له مع ابن أخيه سوار، وأن ابن عثمان متعصب له وقائم معه، والأمر على ما يراه السلطان. وكان سبب حضور نائب صفد قيل إنه وقع بينه وبين أمير كبير حتى يرى الظالم من المظلوم فيحكم بينهم بما تقتضيه الآراء الشريفة في ذلك.
وأشيع أن الشهابي أحمد بن الجيعان لما خرج إلى ملاقاة ابن السلطان من العقبة أرسل صحبته السلطان خلعة سنية إلى السيد بركات أمير مكة، وقد بلغ السلطان حضوره صحبة المحمل مع ابن السلطان وقد تقدم القول على ذلك.
وفي يوم السبت عاشرة طلع قاصد على دولات وقابل السلطان، فلما قرأ مكاتبته جمع الأمراء المقدمين قاطبة والأمراء الطبلخانات والأمراء العشروات وقرأ عليهم مكاتبة على