للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقبط ستمائة ألف إنسان، وكان بها مائة ألف مركب من مراكب الروم الكبار، وشتان ما بين هذه الأخبار من هذه الأخبار التي هي بها الآن.

ثم إن السلطان ألبس الأتابكي سودون العجمي الكاملية المخمل الأحمر التي كانت عليه، وخلع على نائب الإسكندرية والخواجا ابن أبي بكر.

وفي ذلك اليوم ثارت مماليك السلطان الخاصكية على خدا بردى نائب الإسكندرية، وقالوا له: أنفق علينا لكل مملوك عشرين أشرفيا كما فعل قجماس نائب الإسكندرية لما دخل الأشرف قايتباي إلى الإسكندرية، فلم يعطهم شيئا فكادوا أن يخرقوا به وما سلم من القتل إلا بعد جهد كبير.

ثم حضرت التقادم الحافلة للسلطان من الكشاف ومشايخ العربان بالغربية وهي ما بين ذهب عين وخيول وأبقار وأغنام وغير ذلك، ففرق منها على الأمراء ممن كان صحبته أشياء كثيرة من الخيول والأبقار والأغنام، فلما بات بالمخيم تلك الليلة وقدوا له مآذن المدينة، وعلقوا على شراريف الصور كل واحدة قنديل، فلما أصبح السلطان ركب وضرب الكرة على ساحل البحر الملح هو والأمراء الذين كانوا صحبته، ثم توجه وزار الصالحين الذين هناك، ثم توجه إلى البرج الذي أنشأه الأشرف قايتباي فطلع في البرج هو والأمراء ورموا قدامه في ذلك اليوم بالمكاحل والمنجنيق، ثم توجه من هناك وكشف على الأبراج التي بثغر الإسكندرية وعرض ما فيها من السلاح والمكاحل.

وفي ذلك اليوم أنعم السلطان على مملوكه يوسف الزردكاش الثاني بإمرة طبلخاناه.

ثم في ليلة الأربعاء سابع عشرة أحرق السلطان في الوطاق أحراقة نفط حافلة على شاطئ البحر الملح.

ثم في يوم الأربعاء سابع عشرة رحل السلطان عن ثغر الإسكندرية فكان مد إقامته بها يومين وليلتين.

ففي ذلك اليوم الذي رحل فيه أرسل محمد مهتار الطشتخاناه إلى الظاهر قانصوه الذي في البرج وإلى قيت الرحبى الذي في البرج ورسم له بأن يكسر قيودهما، وأرسل على يده لكل واحد منهما ألف دينار وبدنين سمور وبدنين سنجاب وثوبين بعلبكي وغير ذلك من القماش الفاخر، وأرسل يقول لهما: "لا تجتمعوا على أحد من خلق الله ولا تكاتبوا أحدا من الأمراء فما يحصل لكما من السلطان خير". فباسوا له الأرض في البرج وأجابوا بالسمع والطاعة واستمروا في البرج بغير قيود. ثم رحل السلطان عن ثغر الإسكندرية بعد إقامته فيها يومين وليلتين، ثم توجه إلى دمنهور فأقام بها يوما وليلة، ثم توجه من بعد ذلك إلى النجيلة عند عودة أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>