للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصفر وطبول بازات نحو خمسين فرسا، وجوشنان أحدهما حرير أصفر والآخر مخمل مزهر، وتختنان بأغشية حرير أصفر، وست خزائن بأغشية حرير أحمر وأصفر ومحفة بغشي حرير أصفر وهي على بغلين، وكان به حجورة بسروج بداوي وركب بداوي بعراقي نسيج مغربي نحو عشرين حجرة. وكان قدام الطلب ست عشرة نوبة هجن، منها ثماني نوب هجن بأكوار زركش وكنابيش زركش، والبقية بأكوار مخمل ملون، وكان قدام الطلب أربعة طبول وأربعة زمور ووراء الطلب اثنا عشر حمل كؤوس، وكان به الأفيال الكبار وهي مزينة بالصناجق والبركستوانات الحرير الأحمر، وكان مع الكوسات العصائب السلطانية، وكان قدام السلطان أربع أرؤس خيل بسروج ذهب وكنابيش ذهب وريش وعليها رقاب ذهب وريش وفوقها غواشي ذهب بطيور ذهب عليها.

فلما انتهى ترتيب الطلب ركب السلطان من الوطاق الذي بالزيدانية، فركب على فرس بوز قرطاسي، وكان عليه الشاش والقماش وكاملية مخمل أحمر بسمور، وركب، وسرج ذهب وكنبوش ذهب وريش، وعلى الفرس رقبة زركش، فلما تسامعت الأمراء بركوب السلطان ركبوا وهم بالشاش والقماش، وجميع الأمراء المقدمين والأربعينات والعشراوات، والرؤوس النوب بالعصى، ثم أن الأتابكي سودون العجمي تسلم القبة والجلالة ورفعها على رأس السلطان، ومشى عن يساره، وركب الخليفة محمد المتوكل على الله عن يمينه وهو لابس العمامة البغدادية وعليه قباء صوف أبيض بمقلب صوف أخضر، وركب قدامه القضاة الأربعة وهم: علاء الدين الأخميمي الشافعي وشمس الدين السمديسي الحنفي وجلال الدين بن قاسم المالكي وشهاب الدين الفتوحي الحنبلي، وقد تقدم القول على أنهم أتوا يهنون السلطان بالشهر وهو في الوطاق فصادف ذلك اليوم طلوع السلطان إلى القلعة فركبوا صحبته، ولم يكن بحزر ركوب الخليفة والقضاة الأربعة مع السلطان حين جاء من هذه السفرة، ولكن قصدوا التوجه إلى السلطان ليحظوا عنده بذلك، وقد اتفق أن الأشرف قايتباي توجه إلى ثغر الإسكندرية مرتين، فكان يجيء من السفر ويطلع الصبح إلى القلعة من بين الترب ولم يشعر به أحد من الناس، ولكن كل أد له اختيار بذاته.

فلما ركب السلطان من الريدانية رسم للخاصكية الذين كانوا معه في ثغر الإسكندية بأن يدخل إلى القاهرة وهم لابسون آلة السلاح كما دخلوا بثغر الإسكندرية وهم لابسون، فلبسوا آلة السلاح الزرديات والخوذ، وألبسوا الخيول البركستوانات المخمل، وأخذوا الرماح بالشطفات بأيديهم وركبوا ورا السلطان في الطلب، وكانوا نحو أربعمائة خاصكي من جلبان السلطان من أعيانهم فعد ذلك من النوادر، وركب مع السلطان سائر المباشرين من أرباب الوظائف من المتولين والمنفصلين، فلما تكامل الموكب مشى السلطان وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>