للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السمديسي إمام مدرسته ومؤدب ولده والشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن الشيخ زين الدين قاسم بن قاسم والشيخ شهاب الدين أحمد بن عز الدين عبد العزيز الفتوحي الشهير بابن النجار، فلما حضروا أفاض عليهم التشاريف وأحضر لهم أربعة بغال مكفية بالعدد الفاخرة، فقرر الشيخ علاء الأخميمي في قضاء الشافعية عوضا عن القاضي كمال الدين الطويل بحكم انفصاله عن القضاء، وقرر الشيخ شمس الدين السمديسي في قضاء الحنفية عوضاف عن القاضي عبد البر بن الشحنة بحكم انفصاله عن القضاء، وقرر الشيخ جلال الدين بن قاسم قضاء المالكية عوضا عن محيي الدين يحيى بن الدميري بحكم انفصاله عن القضاء، وقرر الشيخ شهاب الدين الفتوحي في قضاء الحنابلة عوضا عن عز الدين الشيشيني بحكم انفصاله عن القضاء، فخلع السلطان على الأربعة قضاة في ساعة واحدة حتى عد ذلك من النوادر الغريبة، فلما نزلوا من القلعة تلقاهم جماعة النواب من الأربعة المذاهب فكانوا نحوا من ثلاثمائة نائب فرجت لهم القاهرة.

وفي القاضي علاء الدين الأخميمي يقول الناصري محمد بن قانصوه بن صادق:

قاضي القضاة علاء الدين أنت لها … وكفء لتنفيد أحكام بأحكام

خليفة الشافعي في الحكم صرت فدم … جبرا إذا لاح كسر الدين كلام

يعني كالمرهم في ذلك اليوم، وكان يوما مشهودا فشقوا من القاهرة في موكب حافل، وكان قدامهم العلاء ناظر الخاص وجماعة من أعيان الناس، فاستمروا في هذا الموكب حتى نزلوا بالمدرسة الصالحية النجمية كما جرت به العادة، فاصطفت لهم الناس على الدكاكين بسبب الفرجة، ولاقتهم الرسل مشاة يقولون: الدعا لمولانا السلطان بالنصر أدام الله أيامه، ولم يقع قط فيما تقدم من الدول الماضية أن السلطان ولي القضاة الأربعة في يوم واحد، فعد ذلك من النوادر الغريبة التي لم يسمع بمثلها قط.

وقد وقع في أيام الظاهر خشقدم أنه ولي قاضي القضاة صلاح الدين المكيني عوضا عن قاضي القضاة شرف الدين يحيى المناوي، وولي قاضي القضاة برهان الدين الدميري عوضا عن قاضي القضاة محب الدين بن الشحنة الحنفي، فنزلا من القلعة وعليهما التشاريف في يوم واحد، فعدوا ذلك من النوادر الغريبة، ولا سيما بولاية هؤلاء الأربعة في يوم واحد. وأعجب من هذا أن السلطان لم يأخذ من هؤلاء القضاة الذين تولوا ولا الدرهم الفرد، وقد فاته في ولاية هؤلاء القضاة الأربعة نحو اثني عشر ألف دينار، فعد ذلك من النوادر الغريبة، ولا سيما من الأشرف الغوري فكانت ولايتهم على وجه العز

<<  <  ج: ص:  >  >>