للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عشرين ألف دينار، وذلك بسبب أنهم يشترى لهم جوار للخدمة، فتغير خاطر السلطان عليهم ومنعهم من ذلك، وقد ترافعوا في بعضهم فحنق منهم السلطان وصادرهم وضيق عليهم، فكانوا في هذا العيد في غاية الضرر.

وفي يوم الاثنين المذكور وقعت زلزلة خفيفة، واستمرت تعاود الناس ثلاث مرار والأرض تضطرب اضطرابا ظاهرا، وكان هذا كله دلائل على تزايد أمر الطاعون، فلما دخلت الخماسين تزايد أمر الطاعون وفتك في الناس فتكا ذريعا.

ثم أن بعض الحكماء أشار على السلطان بأن يلبس في أصابعه خواتم ياقوت أحمر فإنه ينفع لمنع الطاعون. فأخرج من الذخيرة فصي ياقوت أحمر مثمنة وصاغهما على ذهب خاتمين، وصار يلبسهما دائما ويجلس في المواكب وهو لابس تلك الخواتم في أصابعه، حتى عد ذلك من النوادر، ولا سيما من سلطان تركي.

وفي يوم الثلاثاء حادي عشرينه ثارت رياح عاصفة، وقام في الجو رعد شديد وبرق وأمطرت السماء مطرا غزيرا، وذلك بعد نقل الشمس إلى برج الحمل بأيام عديدة.

وفي يوم الأربعاء ثاني عشرينه دخل أمير الحاج بالركب الأول وهو يوسف الناصري، وصحبته الأمير خاير بك العلاء المعمار باش المجاورين.

وفي يوم الخميس ثالث عشرينه دخل المحمل إلى القاهرة صحبة الأمير تمر الزردكاش أحد الأمراء المقدمين، فلما طلع إلى القلعة خلع عليه السلطان خلعة سنية ونزل من القلعة في موكب حافل، ولكن كان الثناء الحسن من الحجاج بالركب الأول للأمير تمر يوسف الناصري، ولم يثن الحجاج على الأمير تمر أمير المحمل خيرا، وشكا من بخله في الطريق الحجاج قاطبة.

وفي يوم الجمعة في الرابع والعشرين منه أمطرت السماء حصى قدر البندق وذلك وقت صلاة الجمعة، حتى أعاق الناس عن دخول الجامع من شدة الأمطار والوحل، وذلك بعد نقل الشمس إلى برج الحمل، فعد ذلك من النوادر.

وفي يوم الاثنين سابع عشرينه خرج الأمير طومان باي الدوادار الكبير وتوجه إلى نحو جهات الصعيد بسبب مساحة الأراضي وضم المغل، فنزل من القلعة في موكب حافل وطلب طلبا حربيا، وكان له يوم مشهود.

وفي يوم الثلاثاء ثامن عشرينه نزل السلطان وعدى إلى المقياس وأقام به إلى أواخر النهار، وأشيع بين الناس أنه عمر مركبا ببولاق على صفة المركب القديم المسماة بالذهبية، فلما فرغ منها العمل أمر بأن تزين بالصناجق ويضعوا فيها الطبول والزمور النفوط، وتجيء وهي على هذه اليهئة من بولاق إلى تحت المقياس حتى يشاهدها السلطان

<<  <  ج: ص:  >  >>