للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الأربعاء ثامن عشرينة عرض السلطان خلع العيد، وكانت في هذه السنة في غاية الوحاشة، وهم بحكم النصف عن كل سنة، وتعوق غالب الخلع. وسبب ذلك أن ناظر الخاص كان مسافرا في الحجاز.

وفي ذلك اليوم كان ختم البخاري بالقلعة وحضر القضاة الأربعة، وفرقت الخلع والصرر على من له عادة، وكان ختما حافلا بالحوش السلطاني في الخيمة المدورة.

وفي يوم الخميس سلخ الشهر حضر الأمير حسين الذي كان توجه باش التجريدة التي توجهت إلى بلاد الهند، وكانت مدة غيبة الأمير حسين في هذه السفر نحوا من سبع سنين وثلاثة أشهر، وتوجه إلى بلاد الهند واتقع هناك مع الفرنج وكسروه ونهبوا ما كان معه من المراكب والسلاح، وجرى عليه شدائد ومحن، وهو الذي كان شادا على عمارة الصور والأبراج التي أنشأها السلطان بجدة وجاءت من أحسن المباني. وكان الأمير حسين قرر في نيابة جدة في هذه المدة، وأظهر هناك الفتك والعظمة، وجار على التجار في أمر العشر، وظلم الناس قاطبة حتى ضجوا منه، وتوجه في هذه المدة إلى جماعة من ملوك الهند. ولما حضر الأمير حسين جاء صحبته قاصد من عند الملك مظفر شاه ابن الملك محمود شاه صاحب كنباية، الذي توفي إلى رحمة الله تعالى، فحضر قاصد الملك مظفر شاه حتى يأخذ له من الخليفة تقليدا بولايته على كنباية، فخلع السلطان على الأمير حسين وعلى قاصد ملك الهند، ونزلا في موكب حافل.

*****

وفي شوال كان العيد يوم الجمعة، وخطب في ذلك ليوم خطبتان، وكان موكب العيد حافلا.

وفي يوم الاثنين رابعة طلع الأمير حسين بتقدمة حافلة للسلطان، ومثلها تقدمة من عند قاصد ملك الهند صاحب كنباية، وكانت تقدمة الأمير حسين لها المنتهى من كل صنف فاخر.

وفي يوم الثلاثاء خامسة حضر القاضي علاء الدين ناظر الخاص، وقد تقدم القول على أنه توجه إلى مكة لينظر في أمر من يلي أمرة مكة عوضا عن الشريف قايتباي الذي توفي. فلما حضر ناظر الخاص حضر صحبته ابن الشريف بركات، وحضر صحبتهم موذن عزورة أمير مكة وهو صبي صغير السن يقال له محمد أبو نمي، وحضر معه ابن عمه الشريف عرعر، وحضر صحبتهم قاضي قضاة مكة الشافعي والقاضي المالكي، فلما

<<  <  ج: ص:  >  >>