بأن يلاقيهم ويمد لهم هناك مدة، فتوجه إلى الخانكاه ومد لهم هناك مدة حافلة، فلما دخل قاصد الصفوي أنزلوه في بيت قاني باي سلق الذي في رأس الرملة عند سويقة عبد المنعم، وكان مع هذا القاصد شديد البأس أغلظ على نائب حلب في القول لما قدم عليه.
وفي ذلك اليوم ضرب السلطان الكرة في الميدان فتقنطر في ذلك اليوم الأمير سودون الداواداري رأس نوبة النوب، فنزل على كتفه فانصدع فتألم لذلك.
وفي يوم الاثنين رابع عشره طلع قاصد الصفوي إلى القلعة وقابل السلطان، فأوكب السلطان بالحوش من غير شاش ولا قماش، وجلس على المصطبة التي أنشأها ونصب السحابة الزركش، وحضر الأمراء المقدمون واجتمع العسكر، وأمر بأن يزين باب الزردخاناه فزينوه في ذلك اليوم بآلة السلاح والصناجق واللبوس، فخرج القاصد من بيت قاني باي سلق وصحبته أزدمر المهمندار والأمير كرتباي وإلى القاهرة، فطلع القاصد وصحبته تقدمة إلى السلطان فكانت نحوا من أربعين حمالا، عليها من الفهودة سبعة وقيل كانوا تسعة فمات منهم اثنان، فلما طلعوا بهم إلى القلعة جعلوا عليهم أجلال حرير، ومن جملة هذه التقدمة طوالة خيل، ومنها حمال عليه فضيات ما بين أباريق فضة وشربات وطاسات ذهب، ومنها حمالان عليهما زرديات وخوذ خاص وأثواب مخمل ملون ولبوس خيل مكفتة، ومنها حمالان عليهما أقواس حلقة، وحمالين عليها شقق حرير برصاوي مقصب، وحمالان عليهما بعلبكي، وغير ذلك أشياء كثيرة ما بين سجاجيد رومي ومديات وغير ذلك.
فلما طلع القاصد بين يدي السلطان وكانا اثنين، قيل هما من أعيان أمراء الصفوي، فباسا الأرض للسلطان، ثم تقدما وباسا ركبة السلطان، وقدما إليه مطالعة شاه إسماعيل الصفوي، فلما قرئت بين يدي السلطان بحضرة الأمراء وجد فيها ألفاظا يابسة وكلاما فجا، فلم ينشرح السلطان لذلك وظهر في وجهه الكظم، ثم نزل القاصد من عند السلطان إلى المكان الذي أعد له.
ثم في عقيب اليوم طلع قاصد ملك الكرج، وصحبته تقدمة حافلة للسلطان ما بين سمور ووشق وسنجاب وصوف، وغير ذلك أشياء حافلة.
وفيه تغير خاطر السلطان علي الناصري محمد بن الشهابي أحمد بن الأمير أسنبغا الطياري الكلبكي أمير شكار، فلما تغير خاطره عليه قبض عليه وأودعه في الترسيم وقرر عليه ألف دينار فأغلظ على السلطان في القول، فحنق منه فرسم بنفيه إلى قوص، فلم يجسر أحد من الأمراء أن يشفع فيه، وكان الناصري محمد عنده شمم زائد ورقاعة فلم