وللناصري محمد بن قانصوه بن صادق:
السمر والبيض غراس لنا … في وسط النمام والآس
وحلمنا ستر لمن قد جنى … إن لم يكن في الناس ذا باس
وقال محمود الحليلي:
العز والسطوة ريحاننا … لا من شذى النرجس والآس
شرابنا التوحيد لا من دم … يشرب من جمجمة الراس
وقال إسماعيل:
خدمة بيت الله والمصطفى … كلاهما لي نوره كاسي
وملء ذاك الكاس توحيد من … شرفنا بالملك في الناس
وصرت في مصر عزيزا بها … لا أختشي من كيد خناس
كنانة الله فمن شانها … أهلكه ذو الأيد والباس
وقد نظم في هذا المعنى جماعة كثيرة من فضلاء العصر فوق المائتي إنسان، وقد جمعوا بين الغث والسمين، وهذا ما وقع عليه اختياري من هذا المعنى بحسب ما تيسر لي من المقاطيع الرقيقة من هذه الأجوبة والخنجر المقدم ذكر ذلك في أول المقاطيع الرقيقة من هذه الأجوبة والخنجر المقدم ذكر ذلك في أول المقاطيع من هذا المعنى، فمن ذلك قولي:
من عاب للنرجس والآس … أف عليه في الورى آسى
ومن يكون السيف ريحانه … لا رأفة في قلبه القاسي
من كان شرب الدم من شأنه … وكأسه جمجمة الراس
فذاك كالكلب العقور الذي … لا يختشي في الناس من باس
انتهى ما أوردناه من هذا المعنى. ويقرب من واقعة هذين البيتين اللذين أرسلهما الصفوي في معنى: السيف والخنجر ريحاننا، فقد تقدم أن هلاكو ملك التتار لما استولى على بغداد وخربها وقتل الخليفة المستعصم بالله وقتل سائر أمرائه. فلما فعل ذلك ببغداد طمع في أخذ مصر فأرسل كتابا إلى سلطان مصر وإلى أمرائه، وذكر فيه ألفاظا في ذيل كتابه هذين البيتين وهما: