فتزايد نكد السلطان في ذلك اليوم إلى الغاية ورجع إلى القلعة سريعا، وكان عول على أن يمد هناك أسمطة للأمراء وينشرح في ذلك اليوم فلم يتم ذلك.
وفيه أرسل السلطان بالقبض على الرهبان الذين بالقيامة التي بالقدس، وكذلك قبض على سائر الفرنج الذين بالإسكندرية ودمياط وغير ذلك من السواحل، وهذا بسبب الفرنج الذين قتلوا الأمير محمد وأخذوا مراكب السلطان.
وفي يوم الاثنين ثامن عشره خلع السلطان على جان بردي الغزالي، وأقره في نيابة صفد على عادته وأضاف إليه نيابة الكرك أيضا، فخرج إليها من يومه وتوجه نحوها، وخلع على "قانصوه روح لو" أحد الأمراء المقدمين ورسم له بأن يتوجه إلى قطيا ويقيم بها دائما خوفا من الفرنج أن يهجموا على من بالطينة، وجعل "قانصوه روح لو" باشا على العسكر الذي بالقلعة التي أنشأها السلطان بالطينة، وأنعم عليه بخراج قطيا ما دام هناك وعين معه جماعة من المماليك السلطانية.
ومن العجائب أن "قانصوه روح لو" الذي ولي نيابة قطية كان قبل ذلك نائب غزة، فلما تسلطن العادل قرره في نيابة حلب وأرسل إليها متسلمه فلم يتم له ذلك، ثم بقي مقدم ألف، ثم آل أمره إلى أن بقي نائب قطية وهذه سفلى درجة إلى الغاية، فعد ذلك من النوادر الغريبة
وفيه خلع السلطان على عمر من أولاد ابن عمر أمير عربان هوارة وأقره على عادته في أمرة هوارة. وخلع على شخص من أولاد ابن رمضان وأقره أميرا للتركمان عوضا عن خليل بيك المقدم ذكر وفاته، وخلع على الشيخ أبي بكر الجيوسي وقرره في مشيخة جبل نابلس.
وفيه قوي عزم السلطان على أن يتوجه إلى ثغر الإسكندرية ليتفقد الأبراج التي هناك خوفا من طروق الإفرنج لثغر الإسكندرية، فنزل إلى الميدان وعرض مماليكه وفرق عليهم عدة خيول وبغال وسلاح من سيوف وزرديات وغير ذلك، وأخذ في أسباب عمل يرق ثقيل وأشيع سفره بين الناس حقيقا.
وفيه جاءت الأخبار بأن وقع بإسطنبول زلزلة مهولة حتى رمت المآذن وخربت عدة أماكنة وهلك بسببها من الناس ما لا يحصى، وهذه كرسي مملكة ابن عثمان، وكانت حادثة عظيمة.