للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يردوا شيئا من المال فشاور عليهم السلطان فرسم للوالي بأن يتسلم بهاء الدين وابن شمس وعلم الدين وقاضي الشام وشفع في محمد بن فخر الدين كاتب المماليك، فلما تسلمهم الوالي عاقب بهاء الدين وابن شمس وعلم الدين أشد العقوبة وبعث بهم إلى المقشرة، وكان من أمرهم ما سنذكره في موضعه.

وفي هذا الشهر كثرت مصادرات السلطان للمباشرين، حتى إنه صادر عرب اليسار الذين يكسنون تحت القلعة وقرر عليهم مالا له صورة، وقال لهم: "إنتو عملتو كيمان تراب تحت القلعة عن عفشكم ما يشتال ولا بعشرة آلاف دينار"، وجعل ذلك حجة عليهم.

وفيه توفي تغري بردي السيفي يونس الدوادار، وكان أمير آخور ثالث وأحد الأمراء العشراوات، وكان لا بأس به.

وفيه جاءت الأخبار من بلاد الغرب بأن الفرنج قد ملكوا مدينة طرابلس الغرب، وهذه المدينة من أجل مداين الغرب وهي مدينة عاصية ولولا أن الفرنج تحايلوا على أخذها لما قدروا على ذلك، وقد أحاطوا بها برا وبحرا فوقع بين الفريقين واقعة عظيمة وقتل من المسلمين نحو من أربعين ألف إنسان، وكانت هذه الحادثة من معظم الحوادث المهولة، وقد جاءها الفرنج من البحر في مائة مركب، ومن المراكب طلعوا إلى البر ووقع بينهما القتال حتى ملكوها، فلما بلغ السلطان ذلك تنكد إلى الغاية وكذلك الناس قاطبة.

وفيه جاءت الأخبار من مكة بأن الشريف بركات أمير مكة قبض على ثلاثة أنفار من الفرنج دخلوا إلى مكة وهم في زي الأروام، فلما قبض عليهم وجدهم بغير ختان فتحقق أنهم فرنج وأنهم دواسيس من عند بعض ملوك الفرنج، فقبض عليهم ووضعهم في الحديد، وبعث بهم إلى السلطان.

وفيه جاءت الأخبار من عند نائب البيرة بأنه قبض على جماعة من عند إسماعيل الصوفي وعلى أيديهم كتب من عند الصوفي إلى بعض ملوك الفرنج بأن يكونوا معه عونة على سلطان مصر، وأنهم يجوا إلى مصر من البحر ويجي هو من البر، فقبض نائب البيرة عليهم وبعث بهم إلى السلطان.

وفيه جاءت الأخبار بأن صاحب تلمسان من بلاد الغرب قد انتصر على الفرنج الذين كانوا قد أخذوا مدينة طرابلس الغرب وطردهم عنها، وكانت النصرة للمسلمين عليهم، فسر السلطان والناس قاطبة لهذا الخبر.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>