للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تكسر ماؤه أبصرته … في الحال بين رياضه يتشعب

ومما وقع لي أن السلطان كان قد أخرج إقطاعي في حركة المماليك لما أخرج إليهم أقاطيع أولاد الناس كما تقدم ذكر ذلك، فوقفت إليه بقصة في الميدان، فرد إلى إقطاعي وحصل لي منه غاية الجبر ونصرني على المماليك الذين كانوا أخذوا إقطاعي، فعند ذلك امتدحته بهذه القصيدة، وذكرت فيها أشياء كثيرة مما وقع له من المحاسن، وقدمتها إليه على يد شخص من خواصه. وهي هذه القصيدة:

بالأشرف الغوري المفدا … أصبح ثغر الزمان باسم

يا قانصوه العلي قدرا … فقت على من مضى وقادم

فكل يوم تراه عيدا … به فأوقاتنا مواسم

تشرف الغور باسمه مذ … رفرف طير السرور حائم

اختاره الله من إمام … لقمع أهل الفساد صارم

فالشكر لله مذ تولى … على جميع الأنام لازم

هذا الذي عنه أخبرتنا … طوالع النجم والملاحم

يصير الشاة في حماه … تمشي مع الذئب والضراغم

قد جاءه السعد عبد رق … والنصر أضحى لديه خادم

له بقلب الملوك رعب … أغنى عن السمر والصوارم

وسيفه في الوغى طويل … له نفوس العدى غنائم

جيوشه كالأسود أضحت … تقتحم الحرب بالهزائم

تاريخه في الملوك أضحى … يحير العرب والأعاجم

فاكتبه بالتبر لا بحبر … واصغ لأخباره العظائم

ليس له في الملوك ند … في البأس والجود والمكارم

مظفر ظاهر عزيز … مؤيد عادل الأقالم

بنى بمصر لله بيتا … رخامه قائم ونائم

فجاء في حسنه فريدا … من كل عيب يقال سالم

فليس يبنى له نظير … في سائر المدن والأقالم

وقلعة السعد مذ حواها … جدد بها سائر المعالم

بعزمه الماء جاء يجري … بمجرة تحتها دعائم

دارت دواليبها فهامت … لحسن أصواتها البهائم

<<  <  ج: ص:  >  >>