للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاتحة، ثم ركب من هناك ونزل من على سوق الدريس وأتى إلى تربة الأشرف جان بلاط التي بباب النصر فنزل عن فرسه وزار قبره وقرأ له الفاتحة ورسم للصوفة بمائة دينار، ثم ركب من هناك وعاد من الصحراء وطلع إلى القلعة وكان في نفر قليل من العسكر.

وفيه توفي جانم كاشف الوجه القبلي، وكان من الأمراء العشراوات.

وفيه توفي القاضي صالح بن طه أحد نواب الشافعية، وكان من قضاة الجاه.

وفيه توفي الخواجا عطية، وكان في سعة من المال، وكان أغلس خلق الله على الإطلاق، وهو من البخل على جانب عظيم، كما قيل:

لبست ثياب لؤم عنك شقت … ومن يكسي ثياب العار عاري

فلو لبس الحمار ثياب خز … لقال الناس: يا لك من حمار!

وفيه توفي الشيخ عبد القادر الدماصي، وكان فاضلا ناظما ناثرا فكه المحاضرة، بقية السلف، عشير الناس. وكان له شعر جيد. ومن نظمه ما ألغزه في غزال وبعث به إلى الشهاب المنصوري:

مولاي ما اسم لوحش نافر أنس … في مأربي منه أشيا جمعت فيه

حروفه أربع لكنها عجب … إن زال أول حرف زال باقيه

فأجابه الشهاب المنصوري عن ذلك:

مولاي ألغزت فيما ناب عن قمري … جيدا وحاكى سوادا في أماقيه

فالبعض لام حكت لامات سالفه … وبعضه قد غزا في الله باقيه

*****

وفي ذي الحجة قبض السلطان على المعلم علي الصغير أحد معاملي اللحم، فلما قبض عليه قرر عليه ستين ألف دينار واستمر في التوكيل به، وكان المعلم على هذا من خيار الناس، ناتجا بالسداد، وله شهرة طائلة وبر ومعروف. وكان كثير الحشمة في حق الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>