للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه توفي الشيخ ناصر الدين محمد بن جرباش، وكان من أعيان علماء الحنفية، وكان دينا خيرا لا بأس به.

*****

وفي شوال كان موكب العيد حافلا، وحضر قرقد بيك بن عثمان وصلى مع السلطان صلاة العيد ودخل في المقصورة وهو بغير كلفتاة. وكان الجمجمة ابن عثمان لما حضر مع الأشرف قايتباي صلاة العيد ألبسه الكلفتاة وصلى بها معه، فلما خرج السلطان من الجامع مشى قدامه قرقد بيك بن عثمان مع الأمراء من الجامع إلى الحوش، فلما خلع على الأمراء خلع على ابن عثمان أيضا كاملية تماسيح على أحمر بفرو سمور، ورسم له بأن يركب من الحوش، فركب ونزل مع الأمراء في موكب حافل، حتى وصل إلى بولاق ونزل بالبرابخية. ومن جملة ما بالغه السلطان في إكرام قرقد بيك بن عثمان أنه أرسل إليه بكتاب على يد كاتب السر بأن يرتب له في كل شهر ألفي دينار برسم نفقته ما دام بمصر، فكانت تصرف له من الذخيرة في مدة إقامته بمصر.

وفي يوم الاثنين عاشره نزل السلطان إلى الميدان وعرضوا عليه كسوة الكعبة والبرقع ومقام إبراهيم ، وطافوا بهم في القاهرة مع المحمل، وكان لهم يوم مشهود.

وفيه حضر القاضي محب الدين كاتب سر دمشق فأكرمه السلطان إلى الغاية، وحضر صحبته تقدمة حافلة للسلطان.

وفيه توفي للأمير طومان باي الدوادار ولد صغير من سرية، وعمره نحو من ثلاث سنين، فتأسف عليه ودفن وقت صلاة الفجر على الفوانيس، فرسم السلطان بأن يدفن في مدرسته التي بالشرابشيين فدفن بها.

وفي يوم الاثنين سابع عشره خرج المحمل من القاهرة في تجمل زائد، وكان أمير ركب المحمل طقطباي نائب القلعة أحد المقدمين، وبالركب الأول مغلباي الزردكاش أحد الأمراء الطبلخانات، فكان لهما يوم مشهود، وحضر أمير من أمراء ابن عثمان الكبير يروم الحج وصحبته نحو من أربعين ألف دينار أرسلها ابن عثمان على يده ليفرقها على فقراء مكة والمدينة، فسافر صحبة الحجاج.

ومن الحوادث أن شخصا يسمى بركات من فراشي الأمير طومان باي الدوادار قتل صبيا من صبيانه وكان شابا صغيرا جميل الصورة، فلما عرض بركات المذكور وغرماؤه على السلطان دفعهم إلى قاضي القضاة المالكي، فحل في أمر بركات لما علم أنه من فراشي الدوادار، فسجنوه حتى تقام عليه البينة بأنه قتل. وفي عقيب ذلك قتل ساعي

<<  <  ج: ص:  >  >>