خاير بيك فانكسر بعض أعضائه، ورد وهو محمول وقد أشرف على الموت، وأقام أياما وهو في الفراش منقطعا حتى شفي بعد مدة طويلة.
*****
وفي رمضان، كان مستهله يوم الخميس، فنزل السلطان إلى الميدان، وعرضوا عليه اللحم والخبز والدقيق والسكر والغنم وهو مزفوف على رؤوس الحمالين على جاري العادة، وخلع في ذلك اليوم على تغري برمش الوزير، وعلى شرف الدين الصغير ناظر الدولة، وعلى الزيني بركات بن موسى المحتسب.
وفيه كان انتهاء العمل من المقعد الذي أنشأه السلطان خلف جنينة البحرة، المطل على الحوش السلطاني، وقد جعل طوله ستين ذراعا وعرضه نحو عشرين ذراعا، وجعل له شبابيك على الحوش، وشبابيك على جنيبة البحرة، وجعله مقعدا قبطيا بغير أعمدة، ورخمه وزرة عالية. فلما كان أول ليلة من شهر رمضان أفطر فيه واجتمع عنده الأمراء ومد السماط به، وأظهر غاية العظمة في تلك الليلة.
وفيه خلع السلطان على الأمير شاهين الجمالي وقرره في مشيخة الحرم النبوي كما كان أولا.
وفيه ظهرت بقليوب، وقيل بقلمة، ابنة صغيرة دون البلوغ، قيل إنها رأت النبي ﷺ في المنام مرارا متعددة، وظهر لها كرامات خارقة، فتوجه إليها الناس أفواجا أفواجا، واشتهر عنها أنها تقيم المقعد وترد بصر الأعمى … وحكي عنها من هذا النمط أشياء غريبة ليس لها صحة، فبلغ كري كل حمار من القاهرة إلى قليوب أشرفيا، وتوجه إليها جماعة من الخاصكية والأمراء العشراوات وأعيان الناس، ووقع لها سمعة زائدة بالقاهرة.
وفي هذا الشهر، أو في الذي قبله، توفي الشرفي يونس بن الأمير طوخ بوني بازق، وكان أبوه أمير مجلس في دولة الأشرف اينال، وكان الشرفي يونس من أعيان أولاد الناس، وكان لا بأس به.
وفي يوم الخميس خامس عشره، خلع السلطان على الطواشي سنبل العثماني الهندي وقرره في تقدمه المماليك عوضا عن عنبر التكروري، بحكم وفاته، وخلع على الطواشي جوهر الرومي وقرره نائب مقدم المماليك عوضا عن سنبل، بحكم انتقاله إلى تقدمة المماليك، وخلع على الطواشي بشير وقرره رأس نوبة السقاة عوضا عن خشقدم الرومي بحكم وفاته.