للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزهر مختلف به ألوانه … ولقد يجل ثراه عن نمام

ولقد وقع للأشرف قانصوه الغوري أشياء كثيرة من الغرائب لم تقع لغيره من الملوك السالفة، وربما يأتي الكلام على ذلك في موضعه.

وفي هذا الشهر جاءت الأخبار من الطور، بأنه قد غرقت مراكب مسماري كبار، فيها قمح للدشيشة التي رتبها الأشرف قايتباي إلى المدينة الشريفة، وكان في تلك المراكب أصناف بضائع بنحو عشرة آلاف دينار للأتابكي قرقماس، فغرق جميعه، وغرق فيها ما لا يحصى من رجال ونساء وصغار عند بركة غرندل، فشق ذلك على الناس، ولا سيما أهل المدينة الشريفة فقد كان بها الغلاء الشديد.

*****

وفي رمضان في مستهله عرض القاضي شرف الدين الصغير، ناظر الدولة، اللحم والخبز والدقيق والسكر على السلطان وهو بالميدان، وطلع به مزفوفا على رؤوس الحمالين على جاري العادة، فخلع عليه وعلى الزيني بركات بن موسى المحتسب، وخلع في ذلك اليوم على شيخ العرب نجم، شيخ العايد، باستمراره على عادته، وطلع القضاة الأربعة والخليفة على الدكة بالحوش جلوسا عاما، وكان يوما مشهودا.

وفي ذلك اليوم حضر علاء الدين ناظر الخاص، وكان توجه إلى الطور بسبب إرسال عليق العسكر إلى المتوجه إلى التجريدة، فأرسله في مراكب من البحر الملح إلى جدة.

وفي يوم الاثنين خامسه طلع الأمراء إلى الخدمة، فلما تكامل المجلس أحضر السلطان المصحف العثماني بين العسكر، وحلف عليه الأمير دولات باي الذي قرر في أمرة السلاح، وحلف أيضا أركماس الذي كان نائب الشام، فحلفا للسلطان بأن يكونا تحت طاعته، فلما حلفا ألبس كلا منهما سلاري صوف بسمور، وانفض الموكب على ذلك.

وفي يوم الاثنين ثاني عشره، خلع السلطان على قاضي القضاة جمال الدين القلقشندي وأعاده إلى قضاء الشافعية، وهذه الولاية الثانية، وعزل عبد القادر بن النقيب، فكانت مدته في هذه الولاية تسعة أشهر، وعشرين يوما وهي الولاية الثالثة. وكان في هذه الولايات في غاية الضنك وكان غير محبب للناس.

وفي يوم الثلاثاء ثالث عشره توفي الأمير طقطباي قرابة أقبردي الدوادار، وكان أحد الأمراء العشراوات، وكان لا بأس به.

<<  <  ج: ص:  >  >>