للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه وقعت فتنة كبيرة بين الزعر في الرملة تحت القلعة، فلما بلغ الوالي ذلك ركب ومعه جماعة من المماليك وهم لابسون آلة السلاح، فاتقعوا معهم في وسط الرملة فقتل من الزعر في ذلك اليوم سبعة أنفار وانهزم الباقون.

من الحوادث أن جارية سوداء قتلت ستها وابن ستها وأخا ستها، فلما عرضت على السلطان رسم بقطع يدها وشهرت في القاهرة، ثم كلبت وعلقت عند خوخة المغازليين في مكان قتلت فيه ستها.

وفيه خلع السلطان على قانصوه روح لو، وأعيد إلى كشوفية الشرقية كما كان أولا، وقد اضطربت أحوال الجهات الشرقية إلى الغاية فخرج قانصوه المذكور، وصحبته جماعة كثيرة من العسكر، وكان السلطان قرر قانصوه هذا من جملة الأمراء المقدمين فعظم أمره جدا.

*****

وفي ربيع الأول طلع القضاة الأربعة إلى القلعة لأجل التهنئة بالشهر، فلما تكامل المجلس أصلح السلطان بين القاضي الشافعي عبد القادر بن النقيب، وبين القاضي الحنفي عبد البر بن الشحنة، وكان بينهما وحشة كما تقدم، فلما اصطلحا خلع السلطان عليهما ونزلا إلى دورهما.

وفيه جاءت الأخبار من الشرقية بأن العرب العصاة قطعوا جسر سنيت والحلفاية على الجرون حتى غرقت، وكان النيل قد أشرف على الوفاء، وحصل بسبب ذلك الضرر الشامل، وتوقف النيل عن الزيادة لأجل المقاطع التي قطعت عليه.

وفيه عمل السلطان المولد النبوي وكان حافلا.

وفي العشرين منه كان وفاء النيل المبارك، وقد أوفي في العشرين من مسري وكبر في الحادي والعشرين منها، فلما أوفي توجه الأتابكي قرقماس، وفتح السد على العادة، وكان يوما مشهودا.

ومن الحوادث في ذلك اليوم أن الأتابكي قرقماس، لما أراد أن يطلع من الحراقة، عند المقياس نثر خازنداره على رأسه خفائف الذهب والفضة، فتكاثرت عليه الناس، فجفل الفرس به فقلبه في البحر، فلاقته النواتية وطلعوا به في المركب، وقد انبل شاشه وقماشه حتى غيرهما، وتوجه إلى نحو المقياس وهو ماش، وقيل إن الفرس غرق، وطلعوا به وهو يعرج. وحصل للأتابكي قرقماس في ذلك اليوم مشقة زائدة بسبب ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>