للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: عزيزة طويلة، وقال الراجز (١):

١١٦ - لَعَمْرُكَ إنَّ الزِّبْرِقانَ لَباذِلٌ... لِمعرُوفِهِ عِنْدَ السِّنِينَ وأَفْضَلُ (٢)

أي: فاضل. والكناية في قوله: {وَهُوَ} تعود إلى الإعادة، وهو مصدر فأُجْرِيَ على التذكير، ودل عليه الفعل، وهو قوله: {يُعِيدُهُ}، والفعل يدل على المصدر (٣).

قوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: الصفة العليا، وهي أنه: لا إله غيره {وَهُوَ الْعَزِيزُي} في ملكه {الْحَكِيمُ} في خلقه.

قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} يعني: اجعَلْ عملَك وأَخْلِصْ دِينَكَ يا محمدُ للَّه وأنت مسلم، والوجه: ما يُتَوَجَّهُ إليه، وعَمَلُ الإنسانِ ودِينُهُ مما يُتَوَجَّهُ إليه لتسديده وإقامته، وقوله: {حَنِيفًا} يعني: مائلًا إليه، ومستقيمًا عليه، لا ترجِعْ عنه إلى غيره، وهو منصوب على الحال.

وقوله: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} يعني: دين اللَّه، وقيل: خِلْقةَ اللَّه التي خلق الناس عليها، واحتُجَّ بقوله: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وقيل: الفطرة:


= ٤/ ٢٤، خزانة الأدب ٦/ ٥٣٩، ٨/ ٢٤٢، ٢٤٣، ٢٧٦، ٢٧٨.
(١) هكذا في الأصل، والبيت من الطويل، وليس من الرجز.
(٢) البيت من الطويل، لم أقف على قائله، وبعده:
كَرِيمٌ، لهُ عَن كُلِّ ذَمٍّ تَأَخُّرٌ... وفي كُلِّ أَسْبابِ المَكارِمِ أَوَّلُ
التخريج: الكشف والبيان ٧/ ٣٠٠، جامع البيان ٢١/ ٤٤، تفسير القرطبي ١٤/ ٢١، فتح القدير ٤/ ٢٢١.
(٣) من أول قوله: "والكناية في قوله" قاله الواحدي في الوسيط ٣/ ٤٣٥، وأجاز المنتجب الهمدانِيُّ أن يكون الضمير عائدًا على البعث، وهو غير مذكور، ولكن دل عليه الكلام، ينظر: الفريد ٣/ ٧٥٥ - ٧٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>