للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "الصحيحين" (١) عنه: "مثلي ومثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضًا، فكان منها طائفة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت (٢) منها أجادِبُ (٣) أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا، وزرعوا، وسقَوا. وأصاب طائفة أخرى منها الماء، وهي (٤) قِيعانٌ لا تُمسِك ماء، ولا تُنبِت كلأ. فذلك مثلُ من فقُه في دين الله، ونفعه (٥) بما بعثني الله به، فعلِم وعلَّم؛ ومثلُ من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أُرسِلتُ به" (٦).

وفي "الصحيحين" (٧) عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه خطب الناس، فقال: "والله ما الفقرَ أخشى عليكم، وإنما أخشى عليكم ما يُخرج الله لكم من زهرة الدنيا". فقال رجل: يا رسول الله، أوَ يأتي الخير بالشرِّ؟ فصمَت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: "كيف قلت؟ ". فقال: يا رسول الله، أوَ يأتي الخير بالشرِّ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) من حديث أبي موسى أيضًا. البخاري (٧٩) ومسلم (٢٢٨٢). والنقل من "أمثال الرامهرمزي" (ص ٣٦ - ٣٧).
(٢) في النسخ المطبوعة: "وكان".
(٣) الأجادب: صِلاب الأرض التي تمسك الماء فلا تشربه سريعًا. (النهاية ـ جدب).
(٤) في النسخ المطبوعة: "منها إنما هي". وفي "الأمثال" كما أثبت من النسخ.
(٥) ح: "وتفقه". وفي المطبوع: "ونفعه الله" بزيادة لفظ الجلالة.
(٦) وانظر شرح المثل في "طريق الهجرتين" (١/ ٢١٠ - ٢١١) و"مفتاح دار السعادة (١/ ١٦٢ - ١٦٤) و"الرسالة التبوكية" (ص ٦١ - ٦٤).
(٧) البخاري (١٤٦٥) ومسلم (١٠٥٢) من حديث أبي سعيد الخدري. والنقل من "أمثال الرامهرمزي" (ص ٦١ - ٦٢). وقوله: "والله ما الفقر أخشى عليكم" من حديث عمرو بن عوف الأنصاري في البخاري (٣١٥٨) ومسلم (٢٩٦١).