وعند أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه: أنه "يمكث في الأرض أربعين سنة" وهذا أصح، وما في مسلم أنه يلبث سبع سنين فمئول بقوله فيه: "ليس بين اثنين عداوة" , "ثم يموت, فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى بن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر"، كذا ذكره في تحقيق النصرة" في تاريخ دار الهجرة, "والله أعلم" بصحته, والمنكر منه قوله: خمسًا وأربعين. "فإن قلت: تقدَّم أنه -عليه الصلاة والسلام- توفي في يوم الإثنين ودُفِنَ يوم الأربعاء، فلِمَ أُخِّرَ دفنه، وق قال لأهل بيت آخروا دفن ميتهم: "عجلوا دفن ميتكم ولا تؤخروه" وفي الصحيح: "أسرعوا بجنائزكم, فإنما هو خير تقدموه إليه....." الحديث, "فالجواب" أخروه "لما ذكر من عدم اتفاقهم على موته" فأخروه حتى تيقنوه, "أو لأنهم كانوا لا يعلمون حيث يدفن, قال قوم: بالبقيع"؛ لأنه دفن فيه من مات بالمدينة في حياته من أصحابه. "وقال آخرون: بالمسجد"؛ لأنه أفضل المساجد أو من أفضلها, "وقال قوم: يحمل إلى أبيه إبراهيم حتى يدفن عنده, حتى قال العالم الأكبر صديق الأمة: سمعته يقول: "ما دفن نبي إلا حيث يموت" , أي: في المكان الذي تقبض روحه فيه, "ذكره" أي: رواه "ابن ماجه والموطأ" أي: صاحبه, "كما تقدم" بلا عزو. وفي رواية الترمذي: "ما قبض الله نبيًّا إلّا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه,