اصبر لكل مصيبة وتجلّد ... واعلم بأن المرء غير مخلّد واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوب تنوب اليوم تكشف في غد وإذا أتتك مصيبة تشجّى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد تشجّى بفتح التاء وسكون المعجمة- تحزن بها "ويرحم الله القائل". تذكرت لما فرَّق الدهر بيننا ... فعزيت نفسي بالنبي محمد وقلت لها إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت في يومه مات في غد "كادت" قاربت: "الجمادات تتصدع" تنشق "من ألم مفارقته -صلى الله عليه وسلم" مستأنف لقصد الإخبار بالجزع عليه لكل موجود حتى لغير الحيوانات, "فكيف بقلوب المؤمنين، ولما فقده الجذع" واحد جذوع- النخل "الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حنَّ إليه وصاح" صوت حتى نزل إليه والتزمه ومرَّت قصته, "كان الحسن" البصري "إذا حدَّث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحنّ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فأنتم أحقّ أن تشتاقوا إليه" لأنكم عقلاء. "وروي أن بلالًَا لما كان يؤذّن بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم, وقبل دفنه، فإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله, ارتجَّ" بشد الجيم "المسجد", أي: أهله، أي: تحركوا واضطربوا "بالبكاء والنحيب،