"ويحتمل أن يكون المؤخَّر ليوم القيامة ثمرة تلك الدعوة ونفعها، وأما طلبها, فحصل من النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا" لكنَّه احتمال بعيد مخالف للظاهر, "وقد أمر الله النبي -صلى الله عليه وسلم- بالترقي في مراتب التوحيد، بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه} , فإنه ليس أمرًا بتحصيل ذلك العلم؛ لأنه عالم بذلك" فيلزم الأمر بالموجود في المأمور "ولا بالثبات" الدوام عليه؛ "لأنه معصوم" فلا يمكن منه عدم الثبات حتى يؤمر به "فتعيِّن أن يكون للترقي في مراتبه ومقاماته, إشارةً إلى أن العلم به تعالى, والسير إليه لا نهاية له أبدًا، فجميع العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية في العالم منتظم" داخل "في سلك تحقيقها ومستثمر" أي: مثمر, فالسين زائدة, "من أفنان" جمع فنن، أي: أغصان، أي: خواص "طواياها" أي: المراتب العلية, جميع طويّة بمعنى مطوية، أي: ما خفي من تلك المراتب.