"ومعنى قوله: سنة، أي شريعة وطريقة لازمة، وكأن المراد انحطاط رتبتهما عن رواتب الفرائض ولهذا لم يعدهما أكثر الشافعية في الرواتب واستدركهما بعضهم" على الأكثرين، ومراده النووي، فإنه صحح أنهما سنة للأمر بهما في هذا الحديث. "وتعقب بأنه لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم واظب عليهما" بل ولم يثبت أنه فعلهما، كما أفاده جواب أنس للمختار بن فلفل في مسلم كما مر، لكن روى ابن حبان أنه -صلى الله عليه وسلم- صلى قبل المغرب ركعتين، ولعله لبيان الجواز صلاهما مرة. "وقال عليه الصلاة والسلام في الصلاة بعد المغرب: "هذه صالة البيوت" " أي أن الأفضل فعلها فيها "رواه أبو داود والنسائي من حديث كعب بن عجرة" بضم المهملة وإسكان الجيم، "وعنه عليه الصلاة والسلام: "من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم" بشيء من أمور الدنيا ويحتمل الإطلاق "رفعت صلاته في عليين" قيل: هو كتاب جامع لأعمال الخير الذي دون فيه كل ما عملته الملائكة ومؤمنو الثقلين، سمي به؛ لأنه سبب الارتفاع إلى الجنة، وقيل: هو مكان في السماء السابعة تحت العرش "رواه رزين" في تجريد الصحاح، وأخرجه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق عن مكحول مرسلا، وأخرج الديلمي عن ابن عباس رفعه: "من صلى أربعا بعد المغرب قبل أن يكلم أحدا رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى".