الفضائل والكرامات من كتب العلماء، كالخصائص لابن سبع، وخصائص الروضة للنووي، ومختصرها للحجازي، وشرح الحاوي لابن الملقن، وشرح البهجة لشيخ الإسلام زكريا بن أحمد الأنصاري، واللفظ المكرم في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ قطب الدين الخيضري، واستفدت منه كثيرًا في فصل المعجزات، مع ما رأيته أثناء مطالعتي لفتح الباري، وشرح مسلم للنووي، وشرح تقريب الأسانيد للعراقي وغير ذلك مما يطول ذكره، فتحصل لي من ذلك جملة.
وقد قسمها غير واحد من الأئمة أربعة أقسام:
الأول: ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الواجبات، والحكمة في ذلك.
الفضائل" جمع فضيلة، وهي الفضل الخير، وهو خلاف النقص والنقيصة، كما في المصباح، وهذا شامل للمزايا القاصرة والمتعدية، فقول بعض الفضائل المزايا القاصرة، كقيام الليل والفواضل: جمع فاضلة وهي المزايا المتعدية، كالكرم مجرد اصطلاح، وإلا فاللغة تشمل الأمرين، "والكرامات" التي أكرم بها خارقه للعادة بخلاف الفضائل، فلا يلحظ فيها كونها خوارق: عادات "من كتب العلماء" صلة تتبعت "كالخصائص لابن سبع" بإسكان الباء، وقد تضم، "وخصائص الروضة للنووي، ومختصرها للحجازي، وشرح الحاوي لابن الملقن" العلامة سراج الدين، عمر أبو حفص، "وشرح البهجة" لابن الوردي، "لشيخ الإسلام زكريا بن أحمد الأنصاري، واللفظ المكرم في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ قطب الدين الخيضري، واستفدت منه كثيرًا" من الخصائص "في فصل المعجزات" إضافة بيانية أو من إضافة الصفة للموصوف، وحمله على مغايرة المضاف للمضاف إليه بعيد، كذا قرر شيخنا بناء على قراءة فضل، بضاد معجمة مع أنه بمهملة؛ لأن الخيضري عقد فصلا للمعجزات غير الخصائص، "مع ما رأيته" حال من المجرور بالحرف، وهو كتب العلماء، أي مصحوبًا بما رأيته "أثناء مطالعتي لفتح الباري، وشرح مسلم للنووي، وشرح تقريب الأسانيد" للنووي، "للعراقي" الشيخ ولي الدين، "وغير ذلك" عطف على فتح الباري "مما يطول ذكره، فتحصل لي من ذلك جملة" ذكرتها كلها، لكن في ضمن تقسيم غير واحد لأربعة أقسام، إذ كل كتاب من كتبهم وإن ذكر الأربعة، لكنه لم يستوعبها، كما استوعبتها مما تحصل لي، "وقد قسمها" أي الخصائص "غير واحد من الأئمة أربعة أقسام، الأول: ما اختص به صلى الله عليه وسلم من الواجبات" الثاني: ما اختص به من المحرمات، الثالث: المباحات، الرابع: الفضائل والكرامات، كما يأتي له، وختمها بخصائص أمته، وقد زاد عليه غيره في كل قسم كثيرًا، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ، "والحكمة في ذلك"