"وحكى الإمام الرازي في تفسيره وغيره: أنه لما أراد أبو جهل أن يرميه عليه الصلاة والسلام بالحجر رأى على كتفيه" بالتثنية، أي: النبي عليه السلام، وفي نسخة: كتفه بالإفراد على إرادة الجنس "ثعابين، فانصرف مرعوبًا" كما انصرف فرعون مرعوبًا من العصا، ولما كان أشد الفراعنة رأى ثعبانين. "وأما ما أعطي موسى عليه الصلاة والسلام أيضًا من اليد البيضاء" اليمنى، بمعنى الكف، كما قال تعالى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} [طه: ٢٢] الآية، فأدخلها تحت جناحه، أي: جنبه الأيسر تحت الإبط، أو في جيبه، ثم نزعها، فإذا هي بيضاء نورانية من غير سوء، أي: برص، "وكان بياضها يغشى البصر" وغلب شعاعها شعاع الشمس، وكان موسى آدم شديد الأدمة، أي: السمرة: "فأعطي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أنه لم يزل نورًا ينتقل في أصلاب الآباء، وبطون الأمهات، من لدن آدم إلى أن انتقل إلى عبد الله أبيه" ثم منه إلى آمنة أمه، وكان بينا ظاهرًا في جباههم، "وأعطى صلى الله عليه وسلم قتادة بن النعان" الأوسي، البدري، "والحال أنه "قد صلى العشاء في ليلة مظلمة مطيرة" فعيلة بمعنى فاعلة، وإسناد المطر إليها مجاز، ولا يقال إنها بمعنى مفعولة، أي: ممطور فيها، لوجود الهاء، إذ لا يقال ممطورة فيها، قال الكرماني. "عرجونًا" أصل العذق الذي يعوج، وتقطع منه الشماريخ، فيبقى على النخل يابسًا، سمي بذلك لانعراجه وانعطافه، ونونه زائدة، وقال: "انطلق به، فإنه سيضيء لك من بين يديك عشرًا" من الأذرع، "ومن خلفك عشرًا" من الأذرع، هذا هو المتبادر، ومثله لا ينظر فيه، وذلك أعظم من اليد، فإن خلق الضوء في العرجون