"يوم الاثنين، والخميس فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس" وذلك بعد بعثته لقوله: "فأغلظت له" عنفته بالكلام. وفي نقل العيون عن ابن سعد المذكور فغلظت عليه وهو مستعار من التغليظ في اليمين أي شددت عليه القول "ونلت منه فحلم" بضم اللام صفح "عني، ثم قال: "يا عثمان لعل سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت". فقلت: لقد هلكت قريش، يومئذ وذلت" يعني أن هذا محال، فإن قريشا ما دامت لا تقدر عليه، قال: "بل عمرت" بفتح الميم وكسرها، ففي القاموس عمر كفرح ونصر وضرب، عمرا وعمارة بقي زمانا، المعنى أن هذا الأمر يحصل وبه حياة قريش في الدارين الحياة الطيبة، "وعزت يومئذ" بدخولها في دين الله، ومجاهدتها في سبيله الملوك الأكاسرة، وتلقيها كتاب الله وأحاديث رسوله بعد ذلها بمزيد الجهل وعبادة حجارة تنحتها بأيديها إذا خلي المرء وعقله لا يرتضيها وفيه علم من أعلام النبوة باهر. "ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعا ظننت أن الأمر سيصير إلى ما قال"؛ لأنه كان معروفا بينهم بالصدق والأمانة، فإنهم لا يكذبونه, وأسقط من هذا الخبر ما لفظه: فأردت الإسلام فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا "قال فلما كان يوم الفتح"، قال: "يا عثمان ائتني بالمفتاح". فأتيته به من عند أمي بعد امتناعها، على ما مر "فأخذه مني، ثم دفعه إليَّ".