إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أنه قال:((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا يا عبادي إنكم الذين تخطئون بالليل والنهار، وأنا الذي أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل، لم ينقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص البحر أن يغمس المخيط غمسة واحدة. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) .
قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
أبو ذر سبق ذكره، وإنما أعدت حديثه ههنا لأن رواته كلهم شاميون، ولم أجد في الأربعين التي رويت عنها حديث أبي ذر المقدم ذكره -حديثاً على شرط ما ذكرته سوى ذلك الحديث.
وهذا آخر من الأربعين المذكورة عن صحابي آخر، وفاء بالشرط. أخبرنا جدي ووالدي -رحمهما الله- قالا: أنا الحافظ أبو القاسم بن عساكر، أنا أبو القاسم عبد الواحد