فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إنَّ مَثلَه في قومه كمثل صاحب ياسين في قومه ". وشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيسى بن مريم عليه السلام في حديث الإسراء.
ومن بني عروة بن مسعود أبو مليح وعاصم.... وأما عاصمُ بن عُروة فولد يعقوب، وهو من التابعين. روى عن عبد الله بن عمرو بن العاصي حديث " يخرج الدجَّال في أمتي فيمكث أربعين ". وهو حديث طويل خرَّجه مسلم. وكان لعروة أخ شقيق اسمه الأسودُ بن مسعود: مات مشركا. وابنه قاربُ بن الأسود: هو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقضي دين أبيه الأسود من مال الطاغية. فقال له عليه السلام:" إن الأسود مات مشركا ". فقال قارب: لكن تصل مسلما ذا قرابة يعني نفسه إنما الدَّين عليَّ، وأنا الذي أطلب به. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان فقضى دين الأسود من مال الطاغية.
ومنهم عثمان بن أبي العاصي بن بشر بن دُهمان: وهو أحد وفد ثقيف، وكان حسن الإسلام راغبا في التفقُه في الدِّين. وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثقيف، وكان من أحدثهم سنا. وروى مُطرِّفُ بن عبد الله بن الشخِّير عن عثمان بن أبي العاصي، قال: كان آخر ماعهد إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني على ثقيف أن قال: " يا عثمان، تجاوز في الصلاة، واقدر الناس بأضعفهم، فأن فيهم الكبير والصغير وذا الحاجة ". ويكنى أبا عبد الله، ومات في خلافة معاوية، وكان ممَّن سكن البصرة. روى عنه أهلها وأهل المدينة أيضا. وعثمان بن أبي العاصي كان سبب امْتِساكِ ثقيف في حين ردة العرب عن الردة، لأنه قال لهم حين همُّوا بالرِّدة: يا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أول الناس ردة. وهو القائل: الناكح مُغْترس، فلينظر أين يضع غَرْسَه، فإنَّ عرق السَّوء لا بدَّ ينزع ولو بعد حين.
وأمُّه أمُّ عثمان، واسمها فاطمة بنت عبد الله: روى عنها ابنها عثمان أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهْب أمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضرتْها حين