[اعلموا أن للنون الساكنة والتنوين] عند جميع حروف المعجم أربعة أحوال: فالحال الأول: أن يكونا مظهرين، وذلك عند حروف الحلق الستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء، نحو قوله تعالى:{من آمن}، و {من شيء إلا}، و {من هاجر}، و {جرفٍ هارٍ}، و {من عمل}، و {يومئذ عليها}، و {من حاد الله}، و {نارٌ حاميةٌ}، و {من غل}، و {قوماًُ غيركم}، و {من خيلٍ}، و {يومئذٍِ خاشعةٌ}، وما أشبهه.
فأما الألف فلا يكون ما قبلها إلا متحركاً، فلذلك خرجت عن نظائرها. وإنما بينت النون والتنوين عند هذه الحروف لبعد المسافة التي بينهما وبينهن، إلا أن بيانهما عندهن على ضربين: بتعملٍ وغير تعملٍ، والتي يتعمل بيانهما عندهن ثلاثة: الهمزة والغين والخاء، لأنه متى لم يتعمل ذلك عندهن ولم يتكلف انقلبت حركة الهمزة عليهما وسقطت من اللفظ، وخفيا عند الغين والخاء، لأن ذلك قد يستعمل فيهن، كما رواه ورش عن نافع في الهمزة لجسوها، ورواه المسيبي عنه في الغين والخاء، لقربهما من حرفي أقصى اللسان.