وأبو حفص بن عمر هذا هو القاضي الجليل أبو حفص عمر بن القاضي الجليل أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن عمر السلمي. وذكر الحافظ أبن الأبار أن أصله من جزيرة شقر. قال: وولد بأغمات وسكن مدينة فاس.
روى عن جده لأمه أبي محمّد عبد الله بن علي اللخمي أجاز له في صغره وعن أبي مروان بن مسرة وأبي عبد الله بن الرمامة وأخذ عن أبي بكر بن طاهر كتاب سيبويه تفهما وكان من أهل المعرفة واليقين أديبا شاعرا مجيدا غلب عليه الأدب حتى عرف به وشهر مع جودت الخط وبراعة الأدوات.
وولى قضاء تلمسان ثم نقل إلى قضاء فاس بعد أبيه بزمن وولى قضاء إشبيلية وغيرها ونال دنيا عريضة.
وحكى عن أبي الربيع بن سالم أنه توفي بإشبيلية فجأة في الخامس من ربيع الأول سنة ثلاث وست مائة. ومولده في حدود الثلاثين وخمس مائة. وقد غلط أبن فرقد فذكر أنّه ولد سنة خمس وثلاثين وروايته عن جده أبي محمّد عبد الله بن علي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين مع صحتها تقضي ببطلان ذ. قال أبن فرقد: توفي عام اثنين وسنة ست مائة بإشبيلية وهو يتولى قضاءها بعد صرف محمّد بن حوط الله وكان أبو حفص قد صرف بأبي محمّد بعد ذلك بعام أو أزيد.
ومن مشهور نظمه رحمه الله تعالى يمدح أمير المؤمنين أبا يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بن علي الموحدي رحمهم الله تعالى: