لا زلت محروسا بعين كلاءة ... ما دام عين الشمس تعشى من النظر
ومنها وقد أضاف إلى ذلك من التغزل طوع بداره وحجة اقتداره فقال:
والعود في كف النديم بسر ما ... تلقى لنا منه الأنامل قد جهر
غنى عليه الطير وهو بوحه ... والآن غنى فوقه ظبي أغر
عود ثوى حجر القضيب رعى له ... أيام كانا في الرياض مع الشجر
لاسيما لمّا رأى من ثغره ... زهرا وأين الزهر من تلك الدرر
ويظن أن عذاره من آسه ... ويظن تفاح الخدود من الثمر
يسبي القلوب بلفظه وبلحظه ... وافتنتي بين التكلم والنظر
قد قيدته لأنسنا أوتاره ... كالظبي قيد في الكناس إذا نفر
لم يبل قلبي قبل سمع غنائه ... بمعذر سلب العقول وما اعتذر
جس القلوب بجسه أوتاره ... حتى كأن قلوبنا بين الوتر
نمت لنا ألحانه بجميع ما ... قد أودعت فيه القلوب من الفكر
يا صامتا والعود تحت بنانه ... يغنيك نطق الخبر فيه عن الخبر
أغنى غناؤك عن مدامك يا ترى ... هل من لحظك أم بنانك ذا السكر
باحت أناملك اللدان بكل ما ... كان المتيم في هواه قد ستر
ومقاتل ما سل غير لحاظه ... والرمح هز من القوام إذا خطر
دانت له منا القلوب بطاعة ... والسيف يملك ربه فيمن قهر
ثم قال بعد إيراد جملة من كلامه:
وقال شاكرا لنعمة وصلته من مولانا رحمه الله عليه في عاشوراء: