يا فخر أندلس وعصمة أهلها ... للسر في اختصاصك قد ظهر
كم معضل من دائها عالجته ... فشفيت منه بالبدار وبالبدر
ماذا عسى يصف البليغ خليفة ... والله ما أيامه إلاّ غرر
ورثت هذا الفخر يا ملك الهدى ... عن كل من آوى النبي ومن نصر
من شاء يعرف فخرهم وكمالهم ... فليتل وحي الله فيهم والسير
أبناؤهم أبناء نصر بعدهم ... بسيوفهم دين الإله قد انتصر
مولاي سعدك والصباح تشابه ... وكلاهما في الخافقين قد اشتهر
هذا وزير الغرب عبد آبق ... لم يلف غيرك في الشدائد من وزر
كفر الذي أوليته من نعمة ... والله قد حتم العذاب لمن كفر
إن لم يمت بالسيف مات بغيظه ... وصلى سعيرا للتأسف والفكر
ركب الفرار مطية ينجو بها ... فجرت به حتى أتقر على سقر
وكذا أبو حمو وكان حماسه ... قد حم وهو في الحياة على غرر
بلغته والله أكبر شاهد ... ما شاء من وطن يعز ومن وطر
حتى إذا جحد الذي أوليته ... لم يبق منه الحادثات ولم تذر
في حاله والله أعظم عبرة ... لله عبد في القضاء قد اعتبر
فاصبر تنل امثالها في مثله ... إنَّ العواقب في الأمور لمن صبر
رد حيث شئت مسوغا ورد المنى ... فالله حسبك في الورود وفي الصدر