متهللون إذا التنزيل عراهم ... سفروا له عن أوجه الأقمار
من كل وضاح الجبين إذا احتبى ... تلقاه معصوبا بتاج فخار
قد لاث صبحا فوق بدر بعدما ... لبس المكارم وارتدى بوقار
فاسأل ببدر عن مواقف بأسهم فهم تلافوا أمره ببدار
لهم العوالي عن معالي فخرها ... نقل الرواة عوالي الأخبار
وإذا كتاب الله يتلو حمدهم ... أودى القصور بمنة الأشعار
باب الرجل بن الذين إذا تذكروا فخرهم ... فخروا بطيب أرومة ونجار
حقا لقد أوضحت من آثارهم ... لمّا أخذت لدينهم بالثار
أصبحت وارث مجدهم وفخارهم ... ومشرف الأعصار والأمطار
صادرا في الفتح عن ورد المنى ... رد ناجح الإيراد والإصدار
وهنأ بفتح جاء يشتمل الرضا ... خذلان يرفل في حلى استبشار
وإليكها ملء العيون وسامة ... حيتك بالأكبار من أفكاري
تجري حداة العيس طيب حديثها ... يتعللون به على الأكوار
إن مسهم لفح الهجير أبلهم ... منه نسيم ثنائك المعطار
وتميل من أضغى لها فكأنني ... عاطيته منها كئوس عقار
قذفت بحور الفكر منها جوهرا ... لمّا وصفت أناملا ببحار
لا زلت للإسلام سترا كلما ... أمّ الحجيج البيت ذا الأستار
وبقيت يا بدر الهدى تجري بما ... شاءت علاك سوابق الأقدار
انتهى ما تعلق به الغرض من هذا التأليف الملوكي وقد أتيت به بحروفه