ولرب روض للغنا متأود ... ناب الصهيل به عن الأطيار
مهما حكت زهر الأسنة زهره ... حكت السيوف معاطفها الأنهار
متوقد لهب الحديد بجوه ... تصلى به الأعداء لفح أوار
فبكل ملتفت صقال مشهر ... قداح زند للحفيظة وارى
في كف أروع فرق نهد سابح ... متموج الأعطاف في الإحضار
من كل منحفز بلمحة بارق ... حمل السلاح به على طيار
من أشهب كل الصبح يطلع غرة ... في مستهل العسكر الجرار
أو أدهم كالليل إلاّ أنه ... لم يرض بالجوزاء حلي عذار
أو أحمر كالجمر يذكى شغله ... وقد ارتمى من بأسه بشرار
أو أشقر حلي الجمال أديمة ... وكساه من زهو جلال نضار
أو أشعل راق العيون كأنه ... غلس يخالط سدفة بنهار
شهب وشقر في الطراد كأنها ... روض تفتح عن شقيق بهار
عودتها أن ليس تقرب منهلا ... حتى يخالط بالدم الموار
يأيها الملك الذي أيامه ... غرر تلوح بأوجه الأعصار
يهني لواءك أن جدك زاحف ... بلواء خير الخلق للكفار
لا غر أن فقت الملوك سيادة ... إذ كان جدك سيد الأنصار
السابقون الأولون إلى الهدى ... والمصطفون لنضرة المختار