للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا تلخصت هذه المقدمة بين يدي نظامه، وتم جميع ما أبرزه البحث والاجتهاد من خير كلامه؛ اخترنا له اسماً يوافقه، ويوضح مشارقه، وهو " البقية والمدارك من شعر أبن زمرك ". أما البقية فلما بقى بعد هلاكه وتخطته الحوادث وشح الهر بإمساكه؛ والمدارك: لأجل ما ترك في مبيضاته، ولم يخرجه في حياته. وهانحن ننظم درره الرائقة ونطلع في مراتب التأليف كل شارقة.

فمن ذلك قوله في ذكر الحضرة العلية، وتهنئة مولاه الجد رحمه الله عليه ببعض المواسم العيدية؛ ووصف كرائم من جياده وآثار ملكه وجهاده:

يا من يحين إلى نجد وناديها ... غرناطة قد ثوت بجد بواديها

قف بالسبيكة وانظر ما بساحتها ... عقيلة والكثيب الفرد جاليها

تقلدت بوشاح النهر وابتسمت ... أزهارها وهي حلي في تراقيها

وأعين النرجس المطلول يانعة ... ترقرق الطل دمعاً في مآقيها

وافتر ثغر أقاحٍ من أزهارها ... مقبلاً خد وردٍ من نواحيها

كأنما الزهر في حافاتها سحراً ... دراهم والنسيم اللدن يجيبها

وانظر إلى الدوح والأنهار تكنفها ... مثل الندمى سواقيها سواقيها

كم حولها من بدور تجتني زهرا ... فتحسبت الزهر قد قبلن أيديها

حصباؤها لؤلؤ قد شف جوهره ... والنهر قد سال ذوبا من لآليها

<<  <  ج: ص:  >  >>