به الأعتبار ويرشد إلى أنّه أراد الله نفوذه وربك يخلق ما يشاء ويختار ومما يستكمل هذا القصد الذي أشرنا إليه ويستوفيه قول تاج الدين رحمه الله عليه: ما ترك من الجهل شيئا من أراد أن يظهر في الوجود غير ما أراد الله أن يظهر فيه.
وفرض على كل إنسان في نفسه ما طلبه به الشارع وعذبت فيه بالتفويض لحكم الله المشارع. فالواجب علينا أن نجتمع ونأتلف ونتفق ولا نختلف ونعتمد صريح الفقه أخذا وتركا ونتبع صحيح النقل الذي لا يدع ريبا ولا شكا ونسأل من الله الهداية إلى سبيل السلف الذين سبقوا ونعزم العزم على أمر الله في قوله:) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (.
وإنَّ أولى الناس في ذلك بإرهاف العزيمة وتوخي السبل المستقيمة والقيام بمضمون هذا الرسم المستقل والوفاء بتكميل قصد الكاتب فيه والممل لخواص الدولة الفلانية الذين لحقهم التمحيص والاختبار وتخولتهم بأبلغ الموعظة الأقضية والأقتدار وهم الذين ربحت منهم في هذه السوق والتجارة والمقصودون بالخطاب من باب إياك أعني واسمعي يا جارة وهم الممنون عليهم باسترجاع المغصوب المستحق والواقفون من انكسار القلوب والتنصل من الذنوب موقف الأولى به والأحق والمعنيون بقوله:) ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق (. ويختص منهم عماد الدولة وعميد الجملة بالحظ الأوفر مما يتضمنه هذا التأنيب ويستمنح من الله عقب التذكرة بهذه الموعظة:) وما يتذكر إلاّ من ينيب (.