ونهب ما معه، واستمر جكم وراءه إلى أن حاصره بأنطاكية سنة ثمان وثمانمائة، ولم تزل الحروب بينهما إلى أن طلب فارس الأمان فأمّنه ونزل إليه وسلّمه لغازي بن أوزون وكان عدوّه فقتله وقتل معه ابنه وجماعة منهم في شوّال، واستنقذ جكم البلاد كلها من أيدي ابن صاحب الباز وهي أنطاكية والقصر والشغر وحارم وغير ذلك، وانكسرت بقتل فارس شوكة التركمان.
قوام بن عبد الله الرومي الحنفي قوام الدين، قدم الشام وهو فاضل في عدة فنون فصاهر بدر الدين ابن مكتوم وولي تصديراً بالجامع وشغل فأفاد وصحب النوّاب، وكان سليم الباطن كثير المروءة والمساعدة للناس، مات في ربيع الآخر بدمشق.
ماجد بن عبد الرزاق المعروف بابن غراب القبطي الملقب فخر الدين، سمّى نفسه محمّد بن عبد الرزاق لما ولي المناصب بالقاهرة، وكان جدّه نصرانيّاً بالإسكندرية يتعانى صناعة الكتابة، فكان ممن اتهم بإعانة الفرنج على نهب الإسكندرية، فلما توجهوا عنها خاف فأسلم، ولما مات نشأ ولده عبد الرزاق واشتهر بمعرفة الكتابة والأمانة إلى أن ولي نظر الإسكندرية، ومات بعد الثمانين وخلف ماجداً وإبراهيم وهو الأصغر، فاتصل إبراهيم بالأمير محمود الأستادار في سلطنة الظاهر برقوق وتلقب سعد الدين، وتنقلت به الأحوال على ما تقدم في الحوادث، وعظم قدر