للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الملقب بعصفور موقع الدست، ووقع عن جماعة من أكابر الأمراء، وهو الذي كتب عهد الناصر فرج في دولته الثانية، ومات عقب ذلك فقال فيه بعض أدباء العصر:

قد نسخ الكتاب من بعده … عصفور لنا طار للخلد

مذ كتب العهد قضى نحبه … وكان منه آخر العهد

وقد كتب عليه جماعة من الأعيان وانتفعوا به، وكان يكتب على طريقة ياقوت، وكان شيخنا الزفتاوي صديقه يكتب طريقة ابن العفيف، ودخل علاء الدين عصفور صحبة سودون قريب السلطان دمشق ووصل معه إلى حلب، فنهب مع من نهب بأيدي اللنكية ولكنه نجا من الأسر، وكان بارعاً في كتابة المنسوب على طريقة الشاميين وولي توقيع الدست فكان بعضهم يقول: ضاع عصفور في الدست، مات في رجب.

فارس بن صاحب الباز التركماني، كان أبوه من أمراء التركمان فلما وقعت الفتنة اللنكية جمع ولده هذا فاستولى على أنطاكية، ثم قوي أمره فاستولى على القصر، ثم وقع بينه وبين دمرداش في سنة ست وثمانمائة فانكسر دمرداش، ثم جمع دمرداش لقتاله بأنطاكية فحاصره وكان جكم مع فارس ثم رجع عنه بغير طائل، فاستولى فارس على البلاد الغربية كلها وعظم شأنه وبنى بأنطاكية مدرسة حسنة، واستولى على صهيون وغيرها من عمل طرابلس، وصارت نواب حلب كالمحصورين معه لما استولى على أعمالهم، فلما ولي جكم نيابة حلب تجرّد له وواقعه فهزمه

<<  <  ج: ص:  >  >>